تألقٌ مستمر من عمر المراهقة
دخل يامال مباراة مونتجويك منتشياً بإشادات الجماهير والإعلام بعد سلسلة من اللقاءات التي أثبت فيها قدرته على التأثير المباشر في النتيجة. وسجل الهدف الأول لبرشلونة بلمسةٍ فنية عالية عندما استقبل عرضية من فيران توريس عند حدود منطقة الستة عشر، وراوغ الدفاع بلمسة واحدة قبل أن يضع الكرة على يمين الحارس يان سومر. هذا الهدف لم يكن إنجازًا فرديًا فحسب، بل أظهر تناغمًا سريعًا بين اللاعب وصناع اللعب في “البلوغرانا”، رغم قلة خبرته النسبية مقارنة بزملائه المخضرمين.
“أريد قميص أرسنال”.. حوارٌ أثار الفضول
بعد انتهاء الوقائع المثيرة في مباراة إنتر، استضافه برنامج “CBS Sports” إلى جانب ميكا ريتشاردز وجيمي كاراجر وتييري هنري. وعندما خاطبه أسطورة أرسنال والمنتخب الفرنسي بطلبٍ مرحٍ: “أريد قميص أرسنال”، باغت الجميع بردٍّ بالغ التلقائية من يامال:
“المهمة صعبة قليلًا، لكنني سأفعل كل ما في وسعي لأجلب واحدة. أحب أرسنال وأتابعهم كثيرًا منذ الصغر.”
هذا اللقاء الإعلامي أثبت أن ثقة الشاب لا تتوقف عند الجانب الفني، بل تمتد إلى استيعابه لحجم المكانة التي وصلت إليها سريعًا، ورغبته في توثيق علاقات جيدة مع أيقونات اللعبة.
استمتاعٌ باللعب مفتاح التفوّق

كشف يامال عن سر تألقه في تصريحاتٍ نُشرت بعد اللقاء:
“أهم شيء بالنسبة لي أن أستمتع بكل دقيقة على أرض الملعب. أمارس كرة القدم التي أحبها، وأحاول أن أُدخل البهجة إلى نفوس الجماهير. عندما ألعب بلا ضغطٍ مبالغ فيه، تنفتح أمامي خيارات كثيرة للتسجيل وصناعة الفرص.”
وبالفعل، بدا على أدائه تحررٌ تكتيكي غير مألوف لدى لاعبي سنه، إذ تميز بتنقلٍ أسرع بين الأجنحة والعمق، واختيار المساحات الخالية للانطلاق بلا كرة، مما أربك دفاع إنتر في أكثر من مناسبة.
طموح التأهل وخطط النهاية
لم يخفَ على أحدٍ أن تفكيره امتد إلى ما بعد مباراة الإياب في سان سيرو، وقال عن ذلك:
“الجميع هنا يحلم بالنهائي، ونمتلك ثقة عالية بقدرتنا على حسم التأهل. نعلم أن سان سيرو ملعب صعب، لكننا نملك الأسلحة الفنية والنفسية للعودة بالنتيجة. العمل الجماعي والقرارات السليمة في اللحظات الحرجة ستكون مفاتيح النجاح.”
ويمكن ملاحظة كيف أن تحضيره الذهني يوازي تحضيره البدني؛ فبرغم ضغط المباريات المتلاحقة، حافظ على معدلات لياقة مرتفعة وسرعة انطلاق غير عادية، ما سمح له بالمشاركة في التحولات الدفاعية والهجومية بلا كلل.
لمحة عن مسيرةٍ واعدة

قبل عام واحد فقط، كان يامال يُدرب في أكاديمية برشلونة تحت سن 16، ثم انتقل سريعًا إلى الفريق الرديف، وأثبت نفسه بما لا يدع مجالًا للشك توقيع ثلاثة أهداف وصناعتين في عشر مباريات. هذه الأرقام، جنبًا إلى جنب مع جودة لعبه الإبداعية، دفعت تشافي هيرنانديز لإشراكه بانتظام منذ بداية الموسم في التشكيلة الأساسية، ما عجل بظهور اسمه ضمن أبرز المواهب في أوروبا.
كيف تُعزّز هذه اللحظة مسيرة يامال؟
• بناء الثقة:
مواجهة نصف نهائي الأبطال في عمر 17 تمنح اللاعب خبرةً نادرة تُسهم في تطوّره المستقبلي.
• التسويق الشخصي:
الاتصال باسم أرسنال وهنري يفتح أمامه فرصًا دعائية وشراكات مع علامات كبرى، ما يزيد من قيمته السوقية.
• التأثير التكتيكي:
المرونة في الأدوار بين الجناح والوسط المهاجم تعكس قدرته على التكيّف مع خطط متعددة، وهو ما يفضله أي مدرب يبحث عن حلول هجومية متنوعة.
رد الفعل الجماهيري والإعلامي
تصدرت أخبار يامال العناوين في “ماركا” و”موندو ديبورتيفو”، حيث أشار المحللون إلى أن برشلونة أمام جيلٍ ذهبي جديد لا يعتمد على إرث ميسي فقط، بل على دماءٍ شابة قادرة على تطوير فلسفة النادي. وكتب مراسل “موندو ديبورتيفو”: “يامال نموذجٌ للاعب العصري، يجمع بين التقنية والسرعة والإبداع، ويعرف متى يهدأ ومتى ينفجر في وجه المنافس”.
الخلاصة: الطريق نحو القمة
لامين يامال لم يكتفِ بكسر القواعد المعتادة بشأن سنّ الظهور في المباريات الكبرى، بل كشف للجميع أن المفتاح يكمن في الاستمتاع باللعب والقدرة على التواصل الإيجابي مع كل رموز اللعبة. ومع إعلانه رغبته في قميص أرسنال، أثبت أنه لا يهاب التحديات ولا يحجم عن الحلم بالنجومية العالمية. ويبقى أمامه الآن 90 دقيقة حاسمة في ميلانو لتأكيد أن تألقه ليس موسميًا، بل بداية لحقبةٍ جديدة في “كامب نو” تفوق أساطير الأمس.