في مباراة نصف نهائي كأس ملك إسبانيا التي أشعلت شغف جماهير الكرة
شهدنا مشهدًا مثيرًا للجدل ترك بصمته على مسار اللقاء بين أتلتيكو مدريد وبرشلونة. إذ تمكن الفريق الكتالوني من التأهل إلى النهائي بعد تخطيه عقبة أتلتيكو بنتيجة (1-0) في مباراة الإياب على ملعب “ميتروبوليتانو”، ليصعد بإجمالي نتيجة المباراتين (5-4) ويواجه غريمه التقليدي ريال مدريد في النهائي المنتظر.
تفاصيل الحادثة التي أثارت الجدل
بدأت الأحداث المثيرة منذ اللحظات الأولى للمباراة، ففي الدقيقة الخامسة شهدت المباراة تدخلًا عنيفًا من قبل سيزار أزبيليكويتا، مدافع أتلتيكو مدريد، الذي قام باحتكاك جسدي شديد مع لاعب برشلونة رافينيا. وقد وصف الكثيرون هذا التدخل بأنه “خطير” ومخالف لقواعد اللعب النظيف، إلا أن قرار الحكم مونيرا مونتيرو تمثل في إظهار بطاقة صفراء فقط للاعب أتلتيكو. هذا القرار أثار موجة من الغضب بين مشجعي برشلونة، خصوصًا بعد مراجعة اللقطات التلفزيونية التي أوضحت مدى خطورة التدخل.
دور تقنية الفيديو (VAR) والتدخل في غرفة المراقبة
لم تكن القصة مقتصرة على قرار الحكم داخل أرض الملعب فحسب، بل تطورت الأحداث لتصل إلى غرفة مراقبة تقنية الفيديو (VAR). ففي تلك اللحظات الحرجة، دخل اثنان من أعضاء طاقم التحكيم في نقاش داخلي، حيث حاول حكم الفيديو المساعد، خوان مارتينيز مونيرا، تنبيه زميله في أرض الملعب قائلاً: “تعال وشاهد بنفسك، هناك تدخل على الساق”. وقد أفادت صحيفة “موندو ديبورتيفو” بأن هذا التنبيه كان بمثابة دعوة للحكم مونيرا لإعادة النظر في القرار، حيث كان واضحًا أن التدخل يستدعي بطاقة حمراء مباشرة للاعب أتلتيكو، بدلاً من البطاقة الصفراء التي تم اتخاذها.
ورغم ذلك، اختار الحكم مونيرا البحث عن زاوية تبرر قراره بعدم طرد أزبيليكويتا
مما أثار انتقادات واسعة من قبل النقاد والمحللين الفنيين، الذين رأوا أن قرار عدم الطرد يعد من الأخطاء التحكيمية التي كان من الممكن تجنبها إذا ما تم اتباع توصيات غرفة الـ VAR.
تأثير القرارات التحكيمية على مجريات المباراة

على الرغم من أن القرار المتعلق بتدخل أزبيليكويتا ظل محور النقاش، لم تخلُ المباراة من لحظات أخرى مثيرة للتوتر. فقد شهد اللقاء منح إنذارات إضافية لعدد من لاعبي أتلتيكو مدريد، مثل مولينا ورودريجو دي بول، وذلك بسبب تدخلاتهم القوية على لاعبي برشلونة رافينيا وإريك جارسيا. ورغم أن هذه الإنذارات جاءت في سياق المباراة الكروية الشديدة الحدة، إلا أن الحادثة الأولى بقيت محور الحديث وتحليل ما بعد المباراة.
تأثير هذه القرارات على مستقبل التحكيم في البطولات
تأتي هذه الأحداث في وقت يتزايد فيه الضغط على حكام المباريات في الدوريات والبطولات الكبرى، إذ أصبح من الضروري توظيف التكنولوجيا بشكل أفضل لتفادي الأخطاء التحكيمية التي قد تؤثر بشكل مباشر على نتائج المباريات. إذ أن القرارات المثيرة للجدل، مثل تلك التي صدرت في مباراة أتلتيكو وبرشلونة، ليست مجرد أحداث عابرة، بل تؤثر على مصداقية اللعبة وتثير تساؤلات حول معايير العدالة والشفافية في التحكيم.
الخاتمة

في نهاية المطاف، يبقى الجدل حول قرار الحكم مونيرا وموقف غرفة الفيديو (VAR) في مباراة أتلتيكو مدريد وبرشلونة علامة فارقة في هذه البطولة الكروية. إذ أظهر الحادث مدى تأثير القرارات التحكيمية على نتائج المباريات وعلى مصداقية المنافسات الرياضية. وبينما يتطلع عشاق كرة القدم إلى نهائي كأس ملك إسبانيا بفارغ الصبر لمتابعة المواجهة المرتقبة بين برشلونة وريال مدريد، يظل السؤال قائمًا: هل يمكن للتكنولوجيا أن تكون الجسر الأمثل لتصحيح أخطاء التحكيم أم أنها تظل محفوفة بالجدل والانتقادات؟