بداية الحكاية ومخاض المفاوضات
اقترب اسم فيكتور جيوكيريس (26 عاماً) من شاشات متابعي سوق الانتقالات طوال الصيف الماضي، بعد تألقه اللافت مع سبورتينج لشبونة، إذ سجَّل 52 هدفاً في مختلف المسابقات خلال الموسم المنصرم، ما رفع رصيده إلى 95 هدفاً في 98 مباراة مع “الليونات”. وانتشرت أنباء عبر صحيفة “أتلتيك” عن مفاوضات أولية بين إدارة مانشستر يونايتد ووكلاء اللاعب، قبل أن تتخذ الأمور منحىً دراماتيكياً بعد تصريح أموريم.
اعتراف أموريم القاطع
في مؤتمر صحفي عقده عقب لقاء فريقه مع بوافيستا في الدوري البرتغالي، قال أموريم:
“فيكتور جزء أساسي من مشروعنا، ونحن لا نبحث حالياً عن رحيله إلى أي نادٍ، بمن فيهم مانشستر يونايتد. لقد رفضنا عرضهم قبل أيام، ولن نعيد النظر في الأمر.”
وأضاف:
“جيوكيريس مرتبط بعقد طويل معنا، ونحن نعمل على تمديده قريباً. رحيله سيؤثر على خطتنا الهجومية للموسم القادم، ولا أرى مصلحة لفريقنا في التفريط به.”
تأثير القرار على مانشستر يونايتد
يأتي موقف سبورتينج في الوقت الذي يسعى فيه مانشستر يونايتد لتعزيز مركز رأس الحربة، بعد موسمٍ شهد تذبذباً واضحاً في أداء مهاجميه. فالنادي الإنجليزي الذي يحتل المركز الرابع عشر في جدول ترتيب الدوري الممتاز، عانى من غياب الثبات أمام المرمى، على الرغم من تأهله إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي، حيث يواجه أتلتيك بيلباو. وكان الفوز في هذه المسابقة سيضمن له مقعداً في دوري أبطال أوروبا 2025-2026، الأمر الذي يزيد من حاجة الفريق للاعب قادر على ترجمة الفرص إلى أهداف حاسمة.
سجل جيوكيريس يشفع له

إن الإنجازات التهديفية لفيكتور مع سبورتينج جعلت منه هدفاً مرغوباً لأندية كبرى، ليس فقط في إنجلترا، بل أيضاً في إسبانيا وإيطاليا. إذ سبق للاعب أن خاض تجربة احترافية قصيرة مع كوفنتري سيتي في الدرجة الأولى الإنجليزية، قبل انتقاله إلى برايتون، حيث لم يحصل على دقائق منتظمة، ففضل العودة إلى البرتغال ليصنع الحدث. ويعتمد أموريم على قدرات جيوكيريس في اللمسة الأخيرة والقدرة على التحرك بين الخطوط، وهو ما يتضح في إسهامه المباشر في الأهداف بنسبةٍ أعلى من أي مهاجم في “بريميير ليغ” سابقاً.
الدروس المستفادة من هذه الصفقة المرفوضة
• أهمية التخطيط طويل الأمد:
تمسّك سبورتينج بموهبته يعكس رؤيةً استراتيجية لبناء فريقٍ قادر على المنافسة محلياً وأوروبياً.
• التوازن بين المال والنجاح الرياضي:
رغم العروض المالية المغرية، فضل النادي البرتغالي الحفاظ على استقرار التشكيلة لتعزيز فرص الفوز بالألقاب.
• رسالة لمانشستر يونايتد:
ضرورة وضع خطط بديلة لتعويض إخفاق ضم جيوكيريس، عبر البحث عن خيارات أخرى في السوق قد تلائم الإمكانات المادية وتحقق الطموحات القارية.
خيارات بديلة لأولد ترافورد

مع إغلاق باب جيوكيريس، يتوجه الاهتمام في أولد ترافورد إلى عدد من الأسماء البديلة:
• إيدنسون كافاني
(60 مليون يورو تقييم السوق الحالي) الذي لا يزال يمتلك خبرة أوروبا والأمريكتين.
• كريستوفير نكونكو من لايبزيغ
الذي يتمتع بسرعةٍ وقدرةٍ على التحرك خلف المدافعين.
• إيوجينيو بويان
المهاجم الصاعد في الدوري الإيطالي، بصلابةٍ بدنيةٍ وموهبةٍ تهديفية، فضلاً عن بند إخلاء عقدٍ مقبول نقداً.
كل هذه البدائل تحتاج إلى قراراتٍ سريعةٍ من إدارة النادي، قبل انطلاق سوق الانتقالات الصيفي بنسخته الجديدة، ليتسنى للجهاز الفني تحضير الفريق بشكلٍ مثاليٍ للمنافسات المحلية والقارية.
صراع أتلتيك بيلباو وفرص الشياطين الحمر
على الجبهة الأوروبية، يلقى مانشستر يونايتد اختباراً حقيقياً في نصف نهائي الدوري الأوروبي أمام أتلتيك بيلباو، الذي سبق وأن أطاح بفرق قوية هذا الموسم. الفوز بارتقاء إلى النهائي لا يضمن فقط بطاقة الأبطال، بل يُعزّز جاذبيته للاعبين الكبار الذين يبحثون عن مشاريع طموحة. وفي ضوء رفض سبورتينج التفريط في جيوكيريس، سيصبح الميدان الأوروبي أكثر أهمية لجذب المواهب ومعالجة أخطاء سوق الانتقالات.
خلاصة المواجهة القادمة
ستكون الأيام المقبلة حاسمة بالنسبة لمانشستر يونايتد: فمن جهةٍ ينتظر الجمهور حسم بطاقة دوري الأبطال عبر مواجهة بيلباو، ومن جهةٍ أخرى يفرض سوق الانتقالات نفسه كتحدٍ جديد بعد صدمة رفض ضم جيوكيريس. وعلى إدارة النادي أن تبني ملفاً مقنعاً للاعبين المحتملين، يعكس طموح أولد ترافورد واستعداده للتنافس على أعلى المستويات. في النهاية، يظل التعاقد مع رأس حربةٍ قادرٍ على صناعة الفارق مفتاحاً رئيسياً لاستعادة الندية المفقودة في الموسم المنصرم.