
![]() |
زلزال عربي أنفاس أخيرة ركلة جزاء ضائعة وصافرة انتصار الترجي
سجل الترجي التونسي فصلاً جديداً في تاريخ مشاركات الأندية العربية على مستوى العالم حين قلب الطاولة على لوس أنجلوس إف سي بفوزه بهدف دون رد في مباراة المجموعة الرابعة من بطولة كأس العالم للأندية ٢٠٢٥ على ملعب جوديسك بارك بمدينة ناشفيل الأمريكية في مواجهة شهدت توتراً كبيراً ودراماتيكية عالية
تفاصيل المباراة
انطلقت المواجهة بحذر متبادل بين الطرفين حيث اعتمد لوس أنجلوس إف سي على نسق هجومي سريع عبر الهجمات المرتدة بينما سيطر الترجي على وسط الملعب بحثاً عن اختراق دفاعات الفريق الأمريكي المبنية بأسلوب ضغط مرتفع ومنح لاعب الوسط الجزائري يوسف بلايلي الإلهام للتسجيل حين اخترق المنطقة الدفاعية في الدقيقة السبعين ووضع الكرة بإتقان في شباك الحارس الفرنسي المخضرم هوجو لوريس مؤكداً فوز أصحاب القمصان الحمراء بالهدف الأول
صرامة دفاعية وتركيز ذهني
تميز الترجي بتنظيم دفاعي محكم قاده ثنائي قلب الدفاع خليل غنيشي وبشير بن سعيد اللذين حدّتا تماماً من خطورة مهاجمي لوس أنجلوس رغم استحواذهم على الكرة بنسبة تراوحت حول الستين بالمئة وظهرت قدرة الفريق التونسي على التعاطي مع الكرات الطولية والكرات العرضية فضلاً عن قوة الضغط على حامل الكرة في المناطق الاستراتيجية لتحجيم مساحات طريق التمرير أمام لاعبي أصحاب الأرض
![]() |
محطة ركلة الجزاء الضائعة
وفي الدقيقة الثامنة والتسعين ومن ركود لم يحدث منه جديد جاء قرار حكم المباراة بمنح ضيوف الكأس ركلة جزاء إثر عرقلة خليل غنيشي المهاجم الغابوني دينيس بوانغا داخل منطقة الجزاء ثم تصدى بشير بن سعيد برشاقة فكانت ضربة الجزاء نقطة تحول حاسمة إذ ضاعت فرصة التعادل في اللحظات الأخيرة وارتفعت معها الأصوات الحماسية لجماهير الترجي التي غصت بها مدرجات الملعب لتحتفل بالنصر العربي الأول في المنافسة
دلالات معنوية وتاريخية
يخوض الترجي مشاركته الرابعة في البطولة العالمية بعد سنوات ٢٠١٨ و٢٠١٩ وهو يحمل رقماً مميزاً من دون أي هزيمة ضمن مرحلة المجموعات حتى الآن ولأول مرة ينجح ممثل من القارة الإفريقية والعالم العربي في تحقيق انتصار يبعث برسالة قوية عن تطور مستوى الأندية التونسية وقدرتها على المنافسة أمام ممثل الولايات المتحدة الأمريكية على أرضه وبين جماهيره
أثر الفوز على ترتيب المجموعة
حصد الترجي ثلاث نقاط رفع بها رصيده إلى أربع نقاط خلف تشيلسي المتصدر ويحتاج إلى الفوز في المباراة الأخيرة أمام البلوز الإنجليزي لضمان التأهل إلى الدور التالي أما لوس أنجلوس إف سي فقد خرج رسمياً من سباق التأهل بعد الخسارة الثانية على التوالي ليواجه فلامنجو البرازيلي في الجولة الختامية بحثاً عن مجرد إنعاش الصورة أمام جماهيره
أبرز نجوم اللقاء
يوسف بلايلي كان كلمة السر في الانتصار حينما أظهر قدرة تهديفية عالية وحرصاً على استغلال الفرص الضيقة وقد حصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة بفضل تحركاته المساندة للاعبي الهجوم وتمريراته القاتلة وبدوره يبرز المدافع بشير بن سعيد كبطل خفي بعد تصديه الحاسم لركلة الجزاء ليثبت أن خبرة حراس المرمى التونسيين ما زالت على أعلى مستوى وقدرة الترجي على إنتاج مواهب قادرة على اقتلاع الفرص المصيرية
![]() |
جهاز فني على مستوى التحدي
أثبت المدرب راضي الجعايدي فطنته التكتيكية في قراءة مجريات المباراة وكسب مساحات في وسط الملعب عبر مفهوم الضغط العالي وتناقل الكرة مع الحفاظ على المسافات الصحيحة بين الخطوط كما استعمل تبديلات فعّالة سمحت بإيقاف زخم لاعبي لوس أنجلوس وإعادة بناء الهجمات التي أوصلت الفريق أخيراً إلى اللقاء الواقعي مع شباك المنافس
ردود الفعل الجماهيرية والإعلامية
امتدحت الصحافة العالمية الأداء الدفاعي للترجي وروح التحدي التي أظهرها اللاعبون كما تحدثت الشبكات الرياضية عن سطوع نجوم إفريقيا وعلو كعب الكرة التونسية في ساحة الكبار واعتبر العديد من المحللين أن هذه النتيجة ستمنح الأندية العربية دفعة معنوية لمواصلة المنافسة على لقب غابنتينو في الدور المقبل
الطموحات المقبلة
ينتظر الترجي اختباراً ثقيل الوزن أمام تشيلسي الإنجليزي في الجولة الثالثة ويعلم أن الفوز سينقله إلى دور الثمانية حيث لم يسبق لفريق عربي أو إفريقي تخطي هذا الدور كثيراً ولذا سيكون التركيز منصباً على تحقيق الاستلام الصحيح للكرة ومحاولة استغلال الثغرات الدفاعية للفريق الإنجليزي فيما يخطط الجهاز الفني لتصويب الأداء الهجومي عبر دعم الأطراف بأجنحة سريعة لتعميق رقعة اللعب وخلق مساحات أفضل أمام المهاجمين
سطر الترجي التونسي فصلاً جديداً في كتاب المسابقات العالمية حين فرض حضوره بقوة على أداء لوس أنجلوس إف سي وقدم رسالة حقيقية عن تطور الكرة العربية وأثبت أن العزيمة والإرادة قادرتان على قلب المعادلات رغم ظروف المنافسة الصعبة وسط تكتل نجوم العالم في كأس العالم للأندية ٢٠٢٥.