تحديات آسيا وتأجيل الحلم الأكبر
انطلقت رحلة النصر في دوري أبطال آسيا النسخة المنتهية موسم 2024–2025 بطموح جارف، ولكنها اصطدمت بحائط "كاواساكي فرونتال" الياباني في نصف النهائي.
ففي معقل ملعب الأمير عبد العزيز بن مساعد (الإنماء)، شهد المشجعون خروجًا صادمًا بعد خسارة (2-3)، رغم نيران رونالدو التسديدة لهدفه الثامن في البطولة ومحاولاته العديدة التي لم تثمر (2). هذا الإقصاء علّم الجماهير أن تحقيق اللقب — الذي طال انتظاره منذ ما قبل انضمام النجم البرتغالي — لن يكون بالأمر السهل، وسيحتاج أعوامًا أكثر لإعادة بناء الفريق وتجاوز منافسيه الكبار في آسيا.
أرقام شخصية تفوق سقف الطموح الجماعي
على الصعيد المحلي، سجل رونالدو 35 هدفًا في دوري روشن موسم 2023–2024، ليظفر بجائزة "الحذاء الذهبي"، ثم واصل تألقه هذا الموسم بتسجيل 23 هدفًا بعد 29 جولة.
ورغم ذلك، لم يُصحب هذا الأداء بقابعية البطولات الرسمية؛ فقد حل وصيفًا في دوري المحترفين وكأس خادم الحرمين والسوبر المحلي.
وتُعد النتائج الفردية الدالة على عظمة موهبته، لكنها في الوقت نفسه تنسج عقدة "غير المكتمل" في سجل النصر الجماعي، الذي ينتظر إحراز لقبه الرسمي الأول منذ موسم 2018–2019 في الدوري، وأطول فترة انتظار لكأس الملك منذ 1990.
معركة "الروشن" والمنافسة اللانهائية

لا يزال النصر في سباق دوري روشن هذا الموسم، مع فارق ثماني نقاط عن المتصدر الاتحاد، وثلاث نقاط خلف الهلال الوصيف، بعد تسع عشر جولة.
ومع تلاحم النتائج وانتشار الإصابات وضغط المباريات، تبدو معركة الظفر بدرع الدوري أشبه بالماراثون، لا الاختراق القوي. ويحتاج الفريق الأصفر إلى سلسلة استثنائية من الانتصارات، بالإضافة إلى تعثر منافسيه، لتجنب تكرار سيناريو "الوصافة" الذي شغل الجماهير في المواسم الماضية.
أضواء الفرصة الضائعة في مونديال الأندية
كانت لدى رونالدو فرصة تاريخية للمشاركة في كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة، إذا ما حقق النصر لقب دوري أبطال آسيا في الموسم السابق.
وأكد فيليكس دياز، رئيس تحرير صحيفة "ماركا" الإسبانية، أن فلورنتينو بيريز يحلم برؤية الوداع الأخير لرونالدو في تلك البطولة الكبرى.
إلا أن خروج النصر العربي من ربع النهائي أمام العين الإماراتي بركلات الترجيح (4-4 في مجموع المباراتين) قضى على آمال الجماهير بظهور "فارس نجد" في مونديال الأندية، ليكتفي النصر بلقب فرق العرب فقط في تلك النسخة.
انتصار العرب وإنجاز ودي يضيء الطريق

وسط مرارة الإخفاقات الرسمية، حقق رونالدو أولى بطولاته مع النصر بوصفها "ودية" على الساحة العربية؛ فقد تُوّج بالبطولة العربية للأندية، مسجّلًا هدفين في النهائي أمام الهلال، ومتربعًا على صدارة الهدافين بستة أهداف.
هذا الإنجاز وإن بدا أقل شأنًا مقارنة بالألقاب القارية والعالمية، إلا أنه قدّم دفعة معنوية للفريق وجماهيره، وأثبت قدرة النجم البرتغالي على حمل آمال المنافسات وإحراز الأهداف الحرجة في المباريات الحساسة.
آفاق المواسم المقبلة وتوقٌّ لإنجاز يليق بالبرتغالي
مع اقتراب انتهاء عقد رونالدو الصيف المقبل، تتداول التقارير تجديدًا وشيكًا بين الطرفين، خشيةً من أن ترتبط مسيرة الأسطورة العائدة إلى أحد أكبر الأندية السعودية بلقب قاري أخير.
ويعول النصر على تعزيز صفوفه بلاعبين جدد لدعم رونالدو، وتقليل الضغوط الملقاة على عاتقه، أملاً في جسر الهوة بين الإنجازات الفردية والجماعية.
ويظل السؤال الأبرز: هل سيُنجز العالمي بطولته الآسيوية قبل احتفال الأسطورة بختام مسيرته الذهبية؟
في الختام
تستمر رحلة النصر في البحث عن معجزة آسيوية، تمامًا كما تأخرت بطولاته الرسمية، لكنها لم تندثر. وما بين الأحلام المؤجلة وإنجازات العربيّات، يكتب رونالدو وفريقه فصلًا جديدًا قريبًا على مسرح كرة القدم القارية.