في لقطة لافتة أعادت الأضواء إلى صفحات التاريخ، يعيد الفرنسي فرانك ريبيري فتح ذاكرة عام 2013 للتعليق على تصريحات مواطنه السابق في عالم كرة القدم كريستيانو رونالدو قبل نهائي دوري الأمم الأوروبية 2024-2025. ويأتي السخرية على خلفية حديث الأسطورة البرتغالي الذي ربط الفوز بجائزة الكرة الذهبية بحصد لقب دوري أبطال أوروبا في نفس الموسم، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان تنافس الثلاثي ريبيري ورونالدو وليونيل ميسي على الجائزة قبل أكثر من عقد من الزمن.
رونالدو: لا ذهب بدون دوري الأبطال!
خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل مواجهة النهائي المنتظرة بين البرتغال وإسبانيا، حرص كريستيانو رونالدو على ترشيح عدد من النجوم المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية لعام 2025، من بينهم الواعد الإسباني لامين يامال والثنائي الفرنسي كيليان مبابي وعثمان ديمبيلي. كما رفض الاعتراف بمعايير الجائزة الحالية ما لم يشمل الفائز بها تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا، وأثار هذا التصريح علامات استفهام كثيرة حول مدى عدالة الربط بين مستوى اللاعب الفردي وإنجازاته الجماعية على صعيد الأندية.
رد ريبيري: هل دوري الأبطال شرط؟
وفي سخرية طريفة عبر منصة إكس، كتب ريبيري رسالة موجزة موجهاً لرونالدو تساءل فيها: "هل الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا ضروري للحصول على الكرة الذهبية؟"، وأرفق تغريدته برموز تعبيرية لوجه يضحك بشدة، مؤكداً بذكاء كوميدي أن المعايير التي وضعها زميله السابق قد تبدو متناقضة مع ما حدث في موسم 2012-2013 حين حصد كل من ريبيري ورونالدو على ألقاب فردية وجماعية مختلفة.
موسم 2013: الإنجازات والنتائج
لعب ريبيري في ذلك الموسم 43 مباراة رسمية مع بايرن ميونخ، سجل خلالها 11 هدفاً وقدم 23 تمريرة حاسمة، قاد بها فريقه للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا إضافة إلى الثنائية المحلية في الدوري الألماني وكأس ألمانيا. لكنه حل في المركز الثالث في سباق الكرة الذهبية خلف رونالدو الذي توّج بالجائزة للمرة الثانية متفوقاً على ميسي وريبيري رغم عدم تتويجه بأي لقب جماعي كبير سوى كأس السوبر الإسباني مع ريال مدريد. وقد احتفل رونالدو في ذلك الموسم بتحقيق رقم قياسي فردي متمثل في تسجيل 55 هدفاً وصنع 13 هدفاً آخرين خلال 55 مباراة، لكن جائزة أفضل لاعب في العالم ذهبت إليه بلا منازع.
جدل مستمر حول المعايير
تأتي سخرية ريبيري هذا الموسم لتعيد فتح نقاش الفوارق بين الأداء الفردي والإنجازات الجماعية في كرة القدم، وتسلط الضوء على كيفية تقييم النجوم الأبرز في العالم ومعايير جوائز الكرة الذهبية التي تخضع لرأي نخبة من الصحفيين والمدربين والقادة السابقين، مما يثير جدلاً مستمراً حول الأفضلية المطلقة لأي لاعب.
ريبيري في الإعلام.. والمستقبل
ويواجه ريبيري، الذي اعتزل اللعب قبل سنوات، تحديات جديدة كوجه إعلامي يحافظ على بريقه عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويستعيد من خلالها ذكريات العروض المبهرة التي قاد بها بايرن ميونخ ومنتخب فرنسا إلى المحافل الكبرى، بينما يسعى رونالدو في نهاية مشواره الاحترافي لتعزيز رصيده الفردي قبل إعلان اعتزاله بعد سنوات حافلة بالتتويجات والرقم القياسي في الأهداف.
سؤال مفتوح: هل تحتاج المعايير إلى مراجعة؟
ومع تنافس الأسماء اللامعة من الشباب الواعدين إلى جانب ثنائي باريس سان جيرمان مبابي وديمبيلي، يبقى سؤال ريبيري قائماً: هل تحتاج معايير الجوائز الفردية إلى مراجعة شاملة أم أن التاريخ وحده هو القادر على إصدار الحكم النهائي؟
2013: ملحمة ثلاثية
يبقى عام 2013 محطة ذهبية في مسيرة ريبيري ورونالدو وميسي كذلك بحق، فقد شكل حلبة صراع فريد بين ثلاثة من أعظم أجنحة التاريخ، وأثبتت السنوات التالية أن الإنجازات الجماعية والفردية لا تسير دائماً على خط موازي. لكن تبقى السخرية التي وجهها ريبيري هذه المرة دليلاً على أن كرة القدم تبقى مضرب مثل للدراما الإنسانية من صراع وتنافس وضحكات لا تنتهي حتى بعد مرور أكثر من عقد على أعظم اللحظات.
