دقائق الحسم وتفاصيل المبارزة التكتيكية
انطلق اللقاء على ملعب كامب نو تحت وطأة ضغوط المنافسة على اللقب القاري، إذ تقدم إنتر مبكراً بهدف لطالقه لاوتارو مارتينيز في الدقيقة الـ12 قبل أن يضيف الإيطالي ديوان زاباتا الهدف الثاني في الدقيقة الـ35، مستغلاً تمريرة بينية ساحرة من دومينيكو بيراردي.
وفي الشوط الأول أيضاً، بادلت عناصر برشلونة الهجمات واستطاع فيران توريس تقليص الفارق بهدف رائع من تسديدة "على الطاير" في الدقيقة الـ42.
مع دخول الشوط الثاني، عاد رجال المدرب سيموني إنزاجي ليسجل زاباتا هدفه الشخصي الثاني في الدقيقة الـ58، لكن سرعان ما أطلق رافينيا قذيفته في الدقيقة الـ59، ليعيد التعادل ويؤكد أن اللقاء على شفير الانفجار.
هذا الهدف جاء بمثابة هدية لجمهور "الكامب نو"، ومسّح دمعة الإحباط بعد هدفٍ ثالث ربما لا يُلام عليه من ناحية التسديد، لكنه وضع يان سومر تحت المجهر.
لمحة عن التسديدة وتحليل الخطأ
أطلق رافينيا كرة محكمة من مسافة تزيد على 25 متراً، عالية السرعة، باتجاه منتصف المرمى. اصطدمت الكرة بالعارضة اليسرى فارتدت باتجاه الأسفل، وعندما تحرك لها الحارس الواصل طوله 186 سم، اصطدمت بظهره وهي في وضع متدلي قليلاً، فتجاوزت خط المرمى.
• سرعة التسديدة:
قُدّرت بحوالي 105 كم/س، ما صعّب مهمة أي حارس في التوجه الأمثل للتصدي.
• زاوية القفز:
أثارت نقاشات حول توقيت اندفاع سومر إلى أمام المرمى، إذ بدا متأخراً في التقدير بين اللحظة التي اصطدمت فيها الكرة بالعارضة واستدارته نحو الأرض.
• مقارنة تقنية:
أشارت تقارير تحليلية إلى أن حارساً بطول أعلى أو ذراعين أطول قليلاً قد يُحدث فارقاً في تلك اللحظة الحرجة، في إشارة ضمنية إلى قُصر قامة سومر نسبياً مقارنة بزملائه في الصفوف الأوروبية.
التصريحات التي أطلقت شرارة الجدل

خلال تحليله للمواجهة على قناة “Ziggo Sport”، قال ويسلي شنايدر:
“هذا خطأ آخر من حارس المرمى. سيريوس سومر ليس أطول ما يكفي، لذا لم يتمكّن من إخراج الكرة للخارج. الكرة سُددت مباشرة نحوه، وكان تيبو كورتوا ليمتصها دون أدنى مشكلة.”
وتفاعلت جماهير كرة القدم على مواقع التواصل الاجتماعي مع رأي شنايدر، حيث أكد بعضهم أن الحارس البلجيكي السابق لوايرن ميونيخ وريال مدريد كان ليحقق التصدي بسهولة لولا فارق القامة، بينما رأى آخرون أن الكرة كانت لا تُصدّ بسهولة لأي حارس في العالم.
من هو يان سومر ولماذا هذه الانتقادات؟
• السيرة الذاتية:
انضم الحارس السويسري الدولي إلى صفوف إنتر مطلع الموسم الحالي، قادماً من بوروسيا مونشنغلادباخ، ويتميز بردود فعل سريعة ومهارة في التعامل مع الكرات العالية.
• أرقام الموسم:
شارك في 38 مباراة رسمية مع الإنتر بكل المسابقات، حافظ خلالها على نظافة شباكه في 13 مباراة، ولكنه ارتكب 4 أخطاء مباشرة أفضت إلى أهداف.
• مواصفات بدنية:
بطول 186 سم، يُعد ضمن حراس المرمى متوسطي الطول، في حين يفضّل البعض في الأدوار القارية ارتفاعاً يتجاوز 190 سم للاستحواذ على النطاق الجوي بشكل أفضل.
تداعيات على مواجهة الإياب وآمال إنتر

بعد التعادل في كامب نو، يدخل الإنتر مواجهة الإياب على ملعب سان سيرو واقعاً تحت الضغط، ليس فقط بفارق الأهداف خارج الأرض، وإنما بفعل الجدل الذي بات يحيط بقوة دفاعه الأرضي.
• خيارات المدرب إنزاجي:
قد يلجأ إلى دعم دفاعه بظهير ثالث أو تغيير الحارس أمام بدلاء على مقاعد البدلاء في حال استمرت الانتقادات.
• الحمى الجماهيرية:
يشعر أنصار النيراتزوري بقلق متزايد تجاه تأثر مستوى الفريق جراء تكرار الأخطاء، وسط دعوات لتقديم أداء أكثر صلابة وتركيزاً في القطب الخلفي.
ما الذي تعلمته الفرق من الدرس؟
• التركيز على العمل الفني الخاص بكرات الصد القوية في حدود منطقة الست ياردات.
• ضرورة تحسين توقيت القفز والانطلاق نحو الكرة قبل اصطدامها بالعارضة.
• التعامل مع الكرات المرتدة من الأطر الحديدية كجزء من تمارين الاستقبال والتوجيه.
ختامًا
في نهاية المطاف، قد يتحول هدف رافينيا الذي ارتدّ بفضل "ظهر سومر" إلى درسٍ عملي يُعيد ترتيب أوراق دفاع إنتر في المواجهة الحاسمة المقبلة.
ومع بقاء 90 دقيقة فاصلة عن حسم المتأهل إلى النهائي، تبدو الأنظار كلها متجهة إلى سان سيرو، حيث سيحاول المدرب ورجاله تفادي الأخطاء ذاتها وتسجيل بطاقة العبور على طريقة "الدائرة المكتملة" بعيداً عن انتقادات قاسية كشأن الكرة التي لم يتمكن سومر من صدها.