هدف مبكر يحمّل “الغانرز” ثقل الضغط
أمطر الفرنسي ديمبيلي مرمى حارس أرسنال الإنجليزي شراود في الانطلاقة الأولى، عندما استقبل تمريرة متقنة من فيراتي على حدود المنطقة، قبل أن يرسل كرة أرضية قوية سكنت شباك رامسدايل على يساره (4’). الهدف المبكر أربك حسابات المدرب ميكيل أرتيتا، الذي وجد فريقه مطالباً بالهجوم منذ الربع ساعة الافتتاحي دون أن يتمكن من اختراق صلابة دفاع بي إس جي.
أرسنال يخفق في تدارك النتيجة
حاول أصحاب الأرض استعادة توازنهم مع تذبذب الأداء في وسط الميدان، فتناوب أوباميانغ وساكا على الضغط على قلب دفاع الضيوف، لكن التألق الفردي لحارسي الطرفين، دوناروما ورامسدايل، حدّ من فرص التعديل. وجاءت نسبة استحواذ أرسنال 61% مقابل 39% لصالح بي إس جي، إلا أن الفعالية الهجومية ترجمتها الأهداف لصالح الضيوف فقط.
لقد نجح ثلاثي وسط باريس – فيراتي وباريلا وبوتشيتينو – في تحجيم تحركات تشاكا وأوديغارد وخاصة في استعادة الكرات والتحول السريع إلى الهجمة المرتدة. ورغم صنع “الغانرز” 13 تسديدة، عانى أمام الرقابة المحكمة وطريقة تأمين المساحات خلف مدافعي الأبطال الفرنسيين.
دفاعٌ مُحكم وفريقٌ يلتزم الخطة
برز الدفاع الرباعي المكوّن من كيمبيمبي، ماركينيوس، راموس وميندي، بدورٍ جماعيٍّ فاعلٍ في قطع المسارات على مهاجمي أرسنال. وكشف المدرب لويس إنريكي عن فكرٍ تكتيكيٍّ يقوم على “الانضباط الدفاعي أولاً، ثم استدراج المنافس للتقدم، قبل إطلاق المرتدات السريعة عبر أطراف الملعب”، وهو ما نجح في تنفيذه لاعبو بي إس جي باقتدار.
كما التزم نجوم الهجوم بالواجبات الدفاعية عند فقدان الكرة، فساهم فيراتي وديمبيلي وميسي في الضغط على حامل الكرة وقطع خطوط التمرير، ما يجعل أرسنال مطالباً بإعادة دراسة أسلوبه في مباراة الإياب على ملعب حديقة الأمراء.
ملامح مباراة الإياب
بعد مرور أسبوع على هذه المواجهة، يستضيف باريس سان جيرمان أرسنال في معقله “بارك دي برانس” يوم الأربعاء المقبل. تحمل مباراة العودة طابعاً خاصاً، حيث يكفي الفريق الفرنسي التعادل بأي نتيجة أو الهزيمة بهدفٍ نظيفٍ لليلاتِ قبل النهائي. بينما يحتاج أرسنال إلى الفوز بفارق هدفين أو بنتيجة 1-0، ثم الفوز في ركلات الترجيح في حال تسجيل أبطال إنجلترا هدفاً خارج ملعبه.
ومن المتوقع أن يدفع ميكيل أرتيتا بخياراتٍ هجوميةٍ إضافيةٍ، كإشراك ثنائي الأجنحة نكيتياه وإلزنسن، مع الحفاظ على تماسكٍ دفاعيٍّ أفضل؛ في حين سيستمر إنريكي في الاعتماد على ميسي وديمبيلي لابتكار الفرص من تحركاتهما خلف المدافعين.
أرقامٌ وإحصائياتٌ مهمة

- عدد المباريات بين الفريقين في أوروبا: 3 مباريات (فوز واحد لأرسنال، فوز آخر لبي إس جي، وتعادلان).
- دقة التمرير: 85% لصالح أرسنال مقابل 78% لباريس، إلا أن نسبة التمريرات الخطيرة لصالح بي إس جي بلغت 12 مقابل 9.
- عدد التسديدات ضمن الإطار: 5 لباريس سان جيرمان مقابل 3 لأرسنال.
- عدد التمريرات العرضية: 8 لباريس مقابل 12 لأرسنال، لكن ارتفاع مستوى مدافعي الضيوف حال دون استغلالها.
هذه الأرقام تُظهر أن الفعالية الهجومية والانتشار الدفاعي كانا الفيصلَ بين الطرفين، وقد يكون لها الدور الأكبر في تحديد مصير التأهل عند مباراة العودة.
السياق التاريخي والأثر النفسي
يُعَد هذا الفوز في لندن أول انتصارٍ لباريس سان جيرمان على أرض “الغانرز” في المسابقات الأوروبية، ما يضاعف من معنويات اللاعبين والجهاز الفني قبل الاستقبال الفاصل في فرنسا. على الجانب الآخر، يعاني فريق المدرب أرتيتا من عقدة تجاوز الأدوار الإقصائية أمام أندية الصفوة القارية، خصوصاً بعد السقوط أمام توتنهام ويوفنتوس في مراحل مماثلة.
وكما في النسخ السابقة، فإن الضغط الجماهيري في “بارك دي برانس” سيشكل معادلةً صعبةً على الضيوف، ما يجعلهم مطالبين بالتحلي بصلابةٍ ذهنيةٍ كبيرةٍ بلعب مباراة متوازنةٍ بين الحذر والغزو الهجومي.
ختام الطريق إلى إسطنبول

بات باريس سان جيرمان على بعد 90 دقيقة من تحقيق حلم تتويجه الأول في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، إذ يملك بطاقةً شبه مضمونةٍ للتأهل إلى النهائي، حيث يُنتظر أن تكون المباراة الحاسمة لها طعمٌ خاصٌ في العاصمة الفرنسية. وبقيّة أسابيع الموسم الجاري، ستكون الأنظار مُسلطةً على “البارك دي برانس” لمعرفة ما إذا كان إنريكي سيصنع “ريمونتادا” تاريخيةً أخرى، أو إذا كان أرسنال سينجح في قلب المعادلات وإسدال الستار على آمال العملاق الباريسي قبل الوصول إلى إسطنبول.