عادت المعاناة لتلاحق النجم البرازيلي نيمار جونيور بعد الإعلان الرسمي لنادي سانتوس عن إصابته بفيروس كورونا المستجد وذلك بعدما عاش فترات صعبة منذ انتقاله إلى الهلال في صيف 2023 قبل أن يعود إلى الملاعب البرازيلية في يناير الماضي ويكافح من أجل استعادة لياقته الكاملة
عادت المعاناة لتلاحق النجم البرازيلي نيمار جونيور بعد الإعلان الرسمي لنادي سانتوس عن إصابته بفيروس كورونا المستجد وذلك بعدما عاش فترات صعبة منذ انتقاله إلى الهلال في صيف 2023 قبل أن يعود إلى الملاعب البرازيلية في يناير الماضي ويكافح من أجل استعادة لياقته الكاملة.
مسيرة مثقلة بالإصابات
إصابات متكررة تؤخر العودة
قبل أسابيع قليلة فقط من عودته إلى نادي طفولته سانتوس لم يكن نيمار يتخيل أنه سيعاني تكرار الغيابات بسبب فيروس كوفيد19 بعد أن قضى أكثر من عشرة أشهر بعيدًا عن الملاعب إثر مشاكل عضلية متنوعة وعمليات جراحية في الركبة أعاقته عن المشاركة بانتظام مع الهلال السعودي ولم ينجح في تسجيل أي هدف رسمي خلال كامل فترة وجوده في الدوري السعودي.
الإعلان الرسمي وإجراءات التعافي
عزل منزلي تحت إشراف طبي
أوضح البيان الصادر عن سانتوس أن نيمار خضع لفحص طبي شمل مسحة PCR جاءت نتيجتها إيجابية يوم الخميس الماضي الخامس من يونيو ما اضطر الجهاز الطبي للنادي لوضعه في حجر منزلي فورًا وتطبيق بروتوكول العزل وخطة علاج داعمة للأعراض الفيروسية التي اشتكى منها اللاعب منذ البداية ونتج عنها ارتفاع بسيط في درجة الحرارة وألم خفيف في العضلات.
مدة الغياب المتوقعة
وأضاف البيان أن نيمار سيستمر في الراحة التامة تحت إشراف أطباء النادي مدة تتراوح بين عشرة أيام إلى أسبوعين حسب تطور الحالة الصحية قبل أن يخضع لمسحة جديدة للتأكد من خلوه من الفيروس وفي حال تعافيه سيتم إدراجه في التدريبات الجماعية تحضيرًا لمواجهة بالميراس المحددة بعد توقف الدوري لمنح المنتخبات المشاركة في كأس العالم للأندية الوقت الكافي للراحة.
تداعيات على سانتوس وجدول المباريات

غياب مؤقت لكنه مؤلم
من الناحية الفنية لن يخسر سانتوس خدمات نيمار إلا في مباريات قليلة وسط توقف معظم الفرق بسبب الاستعداد لمونديال الأندية ما يعني أن غيابه لن يمتد إلى لقاءات عديدة لكن الأهم أنه سيحرم الفريق من دوره التحفيزي داخل الملعب سواء بتمريراته الحاسمة أو قدرته على تحويل الفرص إلى أهداف وهو ما ظهر جليًا في المباريات القليلة التي شارك فيها منذ عودته حيث صنع هدفين وسجل ثلاثة أهداف قبل الإصابة بكوفيد19.
البدلاء أمام اختبار بالميراس
ويحاول مدرب سانتوس دمج لاعبين شباب في تشكيلة الفريق لتعويض غياب نيمار علمًا بأن المواجهة التالية أمام بالميراس ستشهد اختبارًا حقيقيًا لقوة الخيارات المتاحة في ظل غياب صانع الألعاب الأبرز وتأكيدات الجهاز الفني على ضرورة اللعب بروح جماعية والتعويل على السرعات على الأطراف وبين الخطوط وسط توقعات بصعوبة المباراة خاصة وأن فريق بالميراس يقدم أفضل مستوياته في الموسم الحالي.
دروس من فيروس كورونا وسبل الوقاية
إجراءات وقائية مشددة في سانتوس
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يصاب فيها لاعب كبير بكوفيد19 خلال الموسم الجاري فقد سبق ونال الفيروس من عدة نجوم كبار في أوروبا وأمريكا الجنوبية ما جعل الأندية تشدد إجراءاتها الاحترازية بتكرار اختبارات المسحة وتطبيق التباعد داخل معسكرات التدريب وحظر السفر غير الضروري للاعبين وغيرهم من العاملين لتفادي انتقال العدوى ومواجهة أي موجة جديدة محتملة.
أهمية التطعيم رغم الإصابات
في هذا الإطار أكد رئيس قسم الطب الرياضي في سانتوس أن الفريق سيتبع خطة صارمة للفحوصات على فترات متكررة لمنتسبيه قبل وفي أثناء فترة توقف النشاط مما يضمن حماية بقية اللاعبين وحماية استمرارية الفريق دون تعطيل ولفت إلى أهمية تلقي الجرعات المعززة من التطعيم رغم أن الإصابات لا تختصر على غير المطعمين مبينًا أن التطعيم يخفف حدة الأعراض ويقلل فترة الغياب عن الملاعب.
نظرة مستقبلية لمسيرة نيمار

تحديات صحية وتجارية في آن واحد
يبقى السؤال الأبرز متعلقًا بمدة تعافي نيمار واستعادته للياقته الكاملة وهل سيتمكن من اللحاق بمباريات الحسم مع سانتوس في نهاية الموسم المحلي أم ستتكرر سيناريوهات مسبقة تضعه على دكة البدلاء بينما تمثل إدارة النادي تحديًا مزدوجًا في الموازنة بين رغبته في توفير الحماية الطبية للاعب والضغط الجماهيري الذي يطالب بخدماته في خط الهجوم وتجديد عقده الذي ينتهي منتصف عام ألفين خمسة وعشرين.
هل كانت العودة إلى سانتوس القرار الصحيح؟
مراقبون يرون أن تجربة الهلال علمته درسًا لن ينساه في التعامل مع نيمار خاصةً بالنظر إلى راتبه المرتفع وارتفاع القيمة التسويقية التي يحملها نجوم مثل نيمار جونيور واعتبروا أن عودته إلى سانتوس كان القرار الأنسب لإبقائه قريبًا من البيئة التي نشأ فيها وتقليل ضغوط البطولة القارية والمالية مع الحفاظ على جاذبية مظهره الإعلامي ووضعه كلاعب يمكنه قيادة الفريق لتحقيق نتائج إيجابية.
ختامًا: كرة القدم في مواجهة الجائحة
كورونا ما زالت تُغير المعادلات
تظل إصابة نيمار بكوفيد19 تذكيرًا بمدى هشاشة أجساد اللاعبين حتى كبارهم أمام تداعيات الجائحة المستمرة على الرغم من تخفيف الإجراءات الاحترازية عالميًا وتؤكد أن كرة القدم الحديثة باتت تضطر للتعايش مع الفيروس عبر خطط طبية محكمة وتعديل جداول المباريات بما يضمن سلامة الجميع واستمرار تنافس حقيقيًا على أرضية الملعب دون مفاجآت صحية تقلب الأمور رأسًا على عقب.