عاشت جماهير أرسنال ليلة صعبة على ملعب Emirates Stadium، حيث خرج الفريق من ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان بخسارة 0-2، ترافقت مع أداء باهت لنجمه وقائده مارتن أوديجارد. وشنّ مارك لورنسون، أسطورة ليفربول ومحلل شبكة "مترو" البريطانية، هجومًا لاذعًا على الدولي النرويجي، مطالباً إدارة المدفعجية بسحب شارة القيادة منه ومنحها لديكلان رايس.
خيبة الآمال في ليلة الأبطال
دخل أرسنال اللقاء وهو يمني النفس بتحقيق نتيجة إيجابية قبل موقعة الإياب في حديقة الأمراء. لكن العملاق الفرنسي فرض إيقاعه مبكراً، وتلقى المدفعجية هدفين في الشوط الأول عبر كيليان مبابي (ق10) وماركينيوس (ق35). وبدت القيادة وسط الملعب في غياب تأثير واضح من أوديجارد، الذي اكتفى بمحاولات فردية بلا فاعلية وتراجع في أداء خط الوسط.
نقد لورنسون وأسباب المطالبة بتغيير القائد
في أعقاب المباراة، رأى لورنسون أن “أرسنال افتقر لمن يقود معركته في وسط الملعب، ومارتن لم يظهر بمستوى القائد الذي تتطلبه مباراة بهذا الحجم”. وأضاف: “أوديجارد لاعب رائع، لكن قيادة الفريق في دوري الأبطال تحتاج إلى شخصية أقوى حاضرة على أرض الملعب. طالما هو محمل بالشارة، سيظل مشوشاً بين دور المنظم ووظيفة التوجيه للزملاء”.
رايس الخيار الأنسب لقيادة المدفعجية
لم يتوقف لورنسون عند النقد فقط، بل اقترح البديل الأمثل لشارة القيادة: “لو كنت مكان إدارة أرسنال، لمنحت الشارة لديكلان رايس فوراً. لقد شغل المنصب بنجاح مع وست هام، ويتمتع بالحضور الجسدي والثقافي المناسب لقيادة الفريق في المباريات الكبرى”.
رايس انضم للصراع على الشارة هذا الموسم بفضل شخصيته القوية وتفانيه في ملء الفراغ أمام الدفاع، إلى جانب تألقه في الارتقاء بجو ويستهام إلى مراكز متقدمة. ورغم أنه يلعب كمدافع ارتكاز أكثر من كونه صانع ألعاب، يرى لورنسون أن الصفات القيادية تتفوق على مركز اللاعب في الملعب.
رقم أوديجارد هذا الموسم بين الأهداف والتمريرات

مرورًا بإحصائيات الموسم، سجّل أوديجارد 5 أهداف وصنع 10 تمريرات حاسمة في 40 مباراة بمختلف المسابقات، مساهمًا بشكل واضح في الأداء الهجومي لأرسنال. لكن هذه الأرقام لا تعكس قوة تأثيره القيادي داخل غرفة الملابس أو في لحظات الضغط العالي، حيث فشل في توجيه زملائه أو تنظيم الضغط فور فقدان الكرة أمام بطل فرنسا.
من جانبه، يُظهر ديكلان رايس أرقامًا دفاعية وصناعية متوازنة، إذ ساهم بصناعة 4 أهداف وصنع 3 تمريرات حاسمة خلال 38 مشاركة، إلى جانب معدل اعتراضات ويقطع كرات أقوى، مما يمنحه أرضية للتحول إلى قائد بصلاحيات فنية وشخصية.
ردود فعل الجماهير والصحافة
تفاعلت صفحات جماهير أرسنال على منصات التواصل الاجتماعي مع تصريحات لورنسون، حيث انقسمت الآراء بين من يبرر انخفاض مستوى أوديجارد بالإرهاق وضغط المباريات، ومن يرى أن نجم ريال مدريد السابق خذل جماهيره في اللحظة الأصعب.
وفي الصحافة البريطانية، تناولت صحيفة "ذي صن" تصريحات لورنسون بجدل واسع، مؤكدةً أن قرار تغيير القائد يتطلب ترويًا من الإدارة الفنية والمجلس التنفيذي، خصوصًا أن شارة القيادة ليست وسامًا للهجوم الإعلامي بقدر ما هي تولية مسؤولية تتخطى حدود الملعب.
تطلعات أرسنال قبل الإياب

مع التعثر في الذهاب، يضع أرسنال نصب عينيه فرصة الانقلاب في ملعب حديقة الأمراء بعد أقل من أسبوعين. ويحتاج الفريق إلى قيادة وسط ميدان منظمة تقود التحولات الهجومية وتضبط التوازن الدفاعي، وهو ما قد يرى فيه المدرب ميكيل أرتيتا فرصة لمنح رايس مساحة أكبر سواء بالشارة أو بزيادة مسؤولياته التكتيكية.
وتتجه الأنظار أيضًا إلى جاهزية بوكايو ساكا وجابرييل جيسوس، اللذين لم يُظهرا أفضل مستوياتهما أمام باريس، في انتظار جولة الإياب لتصحيح مسار المدفعجية نحو النهائي المنتظر. واستعادة أرسنال لتوازنه قبل نهائي الدوري الإنجليزي أو استمرار المنافسة في الدوري الأوروبي سيكونان عاملاً أساسياً في تقييم صلاحيات أوديجارد القيادية داخل الفريق.
توقعات الموسم المقبل
سينهي أرسنال الموسم الحالي بمعرفة مدى قوة حصيلته في المسابقات الثلاث الكبرى، وهو ما سيؤثر مباشرة على قرار المنصب القيادي للموسم المقبل. وإذا لم ينجح الفريق في قلب النتيجة أمام باريس أو احراز لقب محلي، فقد تنتهي فترة أوديجارد كقائد، ما يفتح الباب أمام إدارات فينغر وأسباب فنية وتكتيكية أخرى لتحويل شارة القيادة لصانع توازن جديد في ملعب Emirates.
وعلى أعتاب الموسم الجديد، سيصبح اختيار قائد الفريق في وريث ملعب Highbury نقطة انطلاق لإعادة بناء مشروع طويل الأمد يبدأ من شخصية قيادية تلهم لاعبي أرسنال وتمنحهم انتصارات على أرضية المستطيل الأخضر.