قراءة فنية للمباراةبدأ جيسوس عرضه بتحليل فني دقيق للشوط الأول، مشيراً إلى أن لاعبيه تركوا مساحات قاتلة على الأطراف:
“لم نكن متوازنين في البداية، وتجلّى ذلك في ترك الفراغات خلف الظهيرين، وهو ما استغله الأهلي ليسجل هدفين مبكرين. هذه المساحات كان من المفترض ألا تظهر في مباريات نصف النهائي.”
وقد بدا واضحاً أن خطة الضغط المتقدم التي اعتمد عليها المدرب البرتغالي في مواجهات سابقة لم تنجح هذه المرة، خصوصاً أمام لاعبين متمرسين في قراءة التحركات مثل جوليانو ومحمد مجرشي، اللذين استفادا من الأجناب لتمرير كرات ثاقبة إلى عمق الدفاع الهلالي.
الطرد وتأثيره على التوازن الذهني

لم يتهرب جيسوس من الحديث عن بطاقة الطرد التي تلقاها روديجر في الدقيقة 60، إذ أقر بأنها زادت المأزق الدفاعي:
“بعد الطرد، واجهنا صعوبة كبيرة في إعادة ضبط خطوطنا، وعانينا على مستوى الاتزان الذهني. الظهور بعشرة لاعبين أمام فريق مثل الأهلي يضاعف من صعوبة العودة في النتيجة.”
ورغم ذلك، شدّد المدرب على أن الهدف الأول للأهلي جاء قبل الطرد وأن الفريق لم يستفد من الدقائق المفترضة للضغط العالي قبل وصول البطاقة الحمراء.
تحمل المسؤولية نابع من موقعه
لم يلقِ جيسوس باللوم على أي عنصر إداري أو فني، بل أكد:
“أنا المدرب، وأنا الذي يضع الخطط ويُشرف على بناء الفريق. في النهاية، أنا المسؤول عن كل ما حدث.”
هذا الموقف يعكس رغبة المدرب المخضرم في عدم التهرب من الأزمات، مبرزاً الثقافة التي سعى لنشرها منذ وصوله إلى الرياض، والمبنية على الصراحة والمواجهة المباشرة للأخطاء.
مصير جيسوس مع الهلال

عند سؤاله حول إمكانية رحيله بعد هذه الهزيمة المؤلمة، أجاب بهدوء:
“العقود موجودة، وأنا موجود قبل المباراة وبعدها. نفس التشكيلة التي فازت في الدوري واجهت الأهلي. تركيزي الآن على المرحلة المقبلة، ولسنا بصدد البحث عن بدائل.”
بهذه الإجابة، رفض المدرب التسليم بأن مستقبله مع الهلال بات مهدداً، رغم كثرة التكهنات الإعلامية التي ربطت بين نتائج الفريق ومصير الطاقم الفني.
درس للأدوار المقبلة
على الصعيد التكتيكي، اعتبر جيسوس أن تجربة نصف النهائي ستفيد اللاعبين في الاستحقاقات القادمة:
“لن نتوقف عند هذه اللحظة، وسنستفيد من أخطائنا في التحضير للموسم المقبل. دوري الأبطال “للنخبة” مطمح لكل فريق سعودي، ولذلك علينا البناء على ما رأيناه اليوم.”
ومن المنتظر أن يستغل المدرب فترة الإجازة القصيرة في إعادة ضبط التحضيرات البدنية والفنية، مع التركيز على شد الظهيرين وإغلاق المساحات الخلفية، قبل الانطلاق مجدداً في المنافسات المحلية والدولية.
رسائل إلى الجماهير والإدارة
ختم جيسوس المؤتمر بتوجيه الشكر لمؤازرة الجمهور، مؤكداً أن الهلال يملك بنية قوية قادرة على العودة:
“الجماهير كانت خلفنا حتى النهاية، ولا بد أن يثقوا في قدرة اللاعبين على التعويض. بالنظر إلى الإمكانيات المتاحة، الهلال سيعود للمنافسة على الألقاب.”
كما وجّه رسالة ضمنية إلى الإدارة، طالباً دعماً صريحاً لتثبيت مشروعه الرياضي، وتوفير وقت كافٍ لتنفيذ رؤيته في بناء فريق قادر على الصمود في البطولات القارية.
يبقى مشوار “الموج الأزرق” في دوري روشن السعودي أبرز محطات الموسم، حيث يملك الهلال فرصة لتعويض الخروج الآسيوي عبر البنفسجية المحلية، قبل فتح جولة جديدة من الانتدابات الصيفية التي ستحدد شكل الفريق في نسخة 2025–2026. وفيما يتابع الرأي العام السعودي والعالمي تطورات ملف جيسوس، يظل القول الفصل في يد النتائج والدعم المؤسسي للفريق، خاصة مع تزايد المنافسة في آسيا وعربياً.