إنتر ميلان يطمع برشفورد بعد تعثر برشلونة

دخل نادي إنتر ميلان الإيطالي بقوة في سباق التعاقد مع الإنجليزي ماركوس راشفورد مهاجم مانشستر يونايتد الحالي بعد أن عانى برشلونة من صعوبة في إتمام صفقة بديلة للمهاجمين، ما دفع إدارة النيراتزوري للاستفادة من الموقف ومحاولة ضم نجم أولد ترافورد. يظل راشفورد هدفًا مهمًّا لمشروع إنتر الذي يسعى لإعادة بناء صفوفه وتعويض عدد من النجوم الذين غادروا الفريق هذا الموسم، خصوصًا عقب الخسارة القاسية في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان وإخفاقه في التتويج بأي لقب في الدوري والكأس الإيطاليين. يأمل مسؤولو إنتر في جعل راشفورد حجر أساس في تشكيلة الموسم المقبل، مستغلين رغبة اللاعب في الانتقال وأزمة برشلونة في ضم بديل مناسب.

خلفية موقف راشفورد مع مانشستر يونايتد

عانى ماركوس راشفورد من تراجع واضح في مكانته داخل تشكيلة مانشستر يونايتد منذ بداية موسم 2024-2025، إذ اختلف مع المدير الفني روبن أموريم، ما دفع النادي الإنجليزي لإعارته إلى أستون فيلا في شهر يناير الماضي. وعلى الرغم من أن راشفورد قدم أداءً جيدًا مع فريق أوناي إيمري، وشارك في عدد من المباريات وسجل أهدافًا مهمة، إلا أن أستون فيلا أخفق في حجز مقعدٍ مؤهلٍ إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، ما أبعدهم عن توفير الموارد المالية الكافية لشراء بطاقة اللاعب بشكل نهائي. كان من المفترض أن ينافس أستون فيلا على بطاقتي تأهل إلى دوري الأبطال، لكن الأداء المتذبذب في النصف الثاني من الموسم جعل فرصة بقاء راشفورد معهم شبه مستحيلة.

لماذا يراهن إنتر على ضم راشفورد

يرى مسؤولو إنتر ميلان أنّ ضم راشفورد سيمثل إضافة هجومية مهمة تطلق قدرته على المنافسة على لقب الدوري الإيطالي وعودة قوية في دوري أبطال أوروبا. إذ تتوفر في اللاعب سرعة هجومية ومهارة فردية عالية تجعله قادرًا على اتخاذ القرارات السريعة أمام المرمى، وهو ما افتقده النيراتزوري بعد رحيل لاوتارو مارتينيز إلى الدوري الإنجليزي الصيف الماضي. ويعول المدرب سيموني إنزاجي (على الرغم من الأخبار المتعلقة بإمكانية انتقاله إلى الهلال السعودي)، على وجود رأس حربة يتمتع بالرؤية الثاقبة والتحركات الذكية داخل منطقة الجزاء، علماً بأن خط هجوم إنتر عانى من قلة الحلول التهديفية في المباريات الحاسمة خلال الموسم المنصرم.

تعثر برشلونة وضعف قدرته على مجاراة عرض إنتر

سبق أن أبدى برشلونة اهتمامًا بضم راشفورد، لكنه وجد صعوبة في تأمين المقابل المادي المناسب وكذلك في إقناع مانشستر يونايتد برفض العطاءات المغرية من أندية أخرى. أثرت مشاكل برشلونة المالية بعد التعاقدات الأخيرة والأزمة الاقتصادية التي يمر بها النادي على إمكانية دفع قيمة الصفقة التي قد تقترب من 50 مليون يورو شاملة المكافآت. وعندما باتت الصفقة بعيدة المنال، اتجهت أنظار إدارة إنتر للضغط على مانشستر يونايتد بعرضٍ أسرع ومنظمٍ أكثر، مستغلة الوضع التفاوضي الذي يعيشه برشلونة، إضافة إلى رغبة اللاعب نفسه في خوض تجربة جديدة بعيدًا عن أجواء أولد ترافورد.

الفوائد الفنية لرشفورد في تشكيلة إنتر

يتمتع راشفورد بقدرة كبيرة على تحريك الثنائي الهجومي إلى جانبه، سواء مع بول بوجبا في وسط الملعب أو مع صانع الألعاب خورخي فالديفيا، وذلك بفضل تنوع أساليبه في المراوغة وإمكانية اللعب على الأطراف أو كمهاجم ثانٍ خلف رأس الحربة. كما يتمتع اللاعب بقدرة عالية على تنفيذ الكرات الثابتة والركلات الحرة، وهو ما افتقده إنتر بعض الشيء خلال الموسم الماضي. وسيساعد وجود راشفورد على تخفيف الضغط على لاعبين أمثال ستيفانو سينسي وماتيو دارميان، إذ يتقن الأخير اللعب في الجناح الأيمن والهجومي بفضل سرعته التي تمكنه من اختراق دفاعات الخصوم.

الخيارات المالية والإدارية لإتمام الصفقة

بحسب ما كشفت عنه صحيفة ذا صن البريطانية، تنوي إدارة إنتر تقديم عرض يصل إلى 30 مليون يورو لمانشستر يونايتد، مقسمة إلى 25 مليوناً كأساس ثابت وحوالي 5 ملايين يورو كمتغيرات بناءً على أرقام المباريات والأهداف والألقاب التي يحققها راشفورد مع النيراتزوري. كما قد تضم الصفقة بنوداً تسمح بالفائدة المالية لمانشستر يونايتد في حالة انتقال اللاعب مستقبلاً إلى نادٍ آخر مقابل مبلغ أعلى، وهو ما قد يمنح الشياطين الحمر بعض الاطمئنان حيال مخاطر التفريط في مهاجم بالغ إمكانات هائلة. كذلك يترقب مسؤولو إنتر موقف اللاعب وما إذا كان سيوافق على تقليص راتبه الشهري مقارنة بما كان يحصل عليه في مدينة مانشستر، وهو الأمر الذي قد يسهل عملية التعاقد قبل بدء فترة الإعداد للموسم الجديد.

الموقف الرسمي للمدير الفني والحاجة التكتيكية

على الرغم من الأنباء المتواترة حول انتقال سيموني إنزاجي إلى الهلال السعودي بنهاية الموسم، لا تزال إدارة إنتر تتعامل مع راشفورد كهدفٍ استراتيجي لدعم خطة المدير الفني المرتقبة، سواء أكان المدرب سينتظر لموسمٍ إضافي أم رحل فعلاً. ينظر إنزاجي إلى راشفورد باعتباره خياراً قادراً على اللعب ضمن تشكيلة 3-5-2 التي يعتمدها، حيث يُتوقع مشاركته إلى جانب روميلو لوكاكو في الأمام أو أن يُنافس البلجيكي على مركز المهاجم الصريح. وستتيح له قدرات اللاعب الإنجليزية في الضغط العالي والعودة الدفاعية في حال لفت أنظار المدرب الإيطالي، مع إمكانية اللعب على الجناح الأيسر في خطط 4-2-3-1، لا سيما أن خبرته السابقة في مانشستر يونايتد علمته الانضباط التكتيكي المطلوب للفوز بالبطولات الكبرى.

تحليل أداء راشفورد مع أستون فيلا وآفاق تطويره في إيطاليا

خاض راشفورد 12 مباراة مع أستون فيلا إبّان إعارته الشتوية، سجل خلالها 4 أهداف وقدم 3 تمريرات حاسمة، علماً بأن نسبة مشاركته الكاملة في المباريات بلغت 75% من الوقت الإجمالي. وقد استفاد اللاعب من منهجية أوناي إيمري التي تركز على الانتقال السريع من الدفاع للهجوم، لكن غياب التأهل إلى دوري أبطال أوروبا أثر في قرار استمرار ولايته مع الفريق الإنجليزي. يمثل الدوري الإيطالي تحدياً جديداً لراشفورد من حيث تباين أنماط اللعب وأهمية الجانب التكتيكي وضرورة التحلي بالصلابة البدنية، وهو ما قد يساعده على صقل مهاراته الدفاعية واللعب ضمن فريقٍ يعتمد على بناء الهجمات المنظمة بدلاً من السرعة الفردية فقط.

تداعيات رحيل راشفورد على مانشستر يونايتد وأندية أخرى

سيجد مانشستر يونايتد نفسه مضطرًا للبحث عن بديلٍ في خط الهجوم إذا أُكمل انتقال راشفورد إلى إنتر، خاصةً أن الفريق فقد في الفترة الماضية خدمات عددٍ من المهاجمين لأسبابٍ فنية ومالية، مثل كريستيانو رونالدو والبرتغالي برونو فيرنانديز الذي حُظي بعروض مغرية. وقد يلجأ النادي الإنجليزي إلى ضم مهاجم شاب آخر من دوريات أوروبا أو الاعتماد على الطاقات المحلية الصاعدة لتغطية مركز الجناح أو المهاجم الثانوي. في الوقت نفسه، قد يُقوِّض اهتمام إنتر براشفورد أندية إنجليزية أخرى مثل تشيلسي وآرسنال اللتين كانتا تُراقبان وضع اللاعب عن قرب بحثًا عن تعزيزات هجومية.

مستقبل الصفقة والفترة المتبقية من سوق الانتقالات

تبقى العقبة الأكبر أمام إتمام الصفقة هي رغبة مانشستر يونايتد في عدم التفريط في لاعبه أمام نادٍ قوي في المسابقة القارية، وهو ما قد يدفعهم لإطالة فترة التفاوض أو طلب مبلغ أعلى إذا ظهرت عروض من أندية أخرى. سيحاول إنتر الميلان اختصار الوقت عبر الاتفاق المبكر مع راشفورد على شروطه الشخصية، إذ يفضل اللاعب تأمين عقد طويل الأمد لمدة أربعة مواسم مع إمكانية التجديد تلقائيًا في حالة تحقيق أهداف معينة. وفي ضوء رغبة الفريق الإيطالي في استعادة لقب الدوري والكأس والعودة لمنصة التتويج بدوري الأبطال، سيكون وجود راشفورد بمثابة دفعة معنوية هائلة للمدرب والجماهير على حد سواء.

خلاصة التوقعات والرهان الإستراتيجي

تبدو إدارة إنتر ميلان على قناعةٍ تامةٍ بأن الاستثمار في صفقة ماركوس راشفورد يمثل حجر أساس لإنجاح خطة إعادة هيكلة الفريق والعودة إلى مصاف الأندية الأوروبية الكبرى. ففي حالة نجاح الصفقة، سيُسجل اللاعب انتقالًا ثالثًا له خلال خمسة مواسم بعد برمنجهام سيتي (أكاديمي)، مانشستر يونايتد، وإعارة قصيرة إلى أستون فيلا، ليكسب تجربة جديدة في الدوري الإيطالي. أما إن ظلال التفاوض متعثِّرًا أو رفض مانشستر يونايتد التخلي عنه، فقد يتجه إنتر للبحث عن بدائل أخرى قادرة على تمثيل دور رأس الحربة السريع والقوي. لكن يبقى أن كل الدلائل الحالية تلحُّ على أن النيراتزوري حدد راشفورد بـ30 مليون يورو حجرًا أساسيًّا في مشروعه القادم، مستغلاً تعثر برشلونة في منافسة الصفقة وتأخره في تشكيلة أهدافه الهجومية. باختصار، ستكون نهاية ملف راشفورد مؤشراً واضحًا على قدرة إنتر على استعادة توازنه المالي والتكتيكي في صيفٍ حافل بالتحديات.