تأجيل الحسم بعد مباراة الذهاب
انتهت مواجهة الذهاب في برشلونة بنتيجة لافتة 3-3، بعدما كان إنتر الإيطالي متقدماً بهدفين نظيفين عبر ماركوس تورام ودينزل دومفريس. لكن أصحاب الأرض ردّوا بقوة عن طريق الوافد الجديد لامين يامال ثم فيران توريس في الشوط الأول، قبل أن يعود إنتر ويحسم التفوق مؤقتاً بهدف ثانٍ للدولي الهولندي دومفريس، ثم يسجل رافينيا هدف التعادل الثالث لبرشلونة من تسديدة صاروخية خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 67. ومع إلغاء قاعدة احتساب الهدف خارج ملعب الفريق الضيف، ارتفع ضغط النار على مباراة الإياب وجعلها حاسمة دون أي اعتبار لأهداف خارج الديار.
اسمٌ أثار الجدل: سيمون مارشينياك
كشفت صحيفة "سبورت" الإسبانية أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وضع الحكم البولندي سيمون مارشينياك (44 عاماً) كأبرز المرشحين لإدارة قمة سان سيرو. ويُعد مارشينياك من الحكام المخضرمين في مسابقات الأندية الأوروبية، إذ أدار عدداً كبيراً من المباريات الحاسمة طوال السنوات الماضية. بيد أن اسمه طفا بقوة هذا الموسم في شبهات تحكيمية بعد واقعتين بارزتين ارتبطتا بريال مدريد وبرشلونة مما أثار قلق الأنصار الكتالونيين.
جدل مع ريال مدريد
في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال 2024–2025 بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد، ألغى مارشينياك هدفاً لمهاجم أتلتيكو خوليان ألفاريز من ركلة جزاء ارتدت من العارضة، قبل أن تُسجّل في الشوط الثاني. القرار أثار فوضى عارمة بين أبناء مدريد وأعادهم إلى دور الثمانية بفضل نتيجة المباراتين. ورغم الجدل الكبير، أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم صحة قرار مارشينياك، بل كافأه بإسناد إدارة إياب ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية بين ألمانيا وإيطاليا، ما عزز مخاوف البارسا من أن الحسم سيأتي بتوجيه الريال.
ماضي استثنائي مع برشلونة
لا يكتفي منتقدو مارشينياك باتهامه بالميل نحو ريال مدريد فحسب، بل يرون أنه يُعد «فأل نحس» على برشلونة. فقد شهد معه «البلوجرانا» خسارتين قاسيتين في البطولات الأوروبية أمام يوفنتوس (0–3) وباريس سان جيرمان (0–4)، ما غذى نظرية سوء الحظ التحكيمي عند إدارة مبارياته للفريق الكتالوني. وفي نصف نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، أطلق صافرته معلناً تسللاً لماتياس دي ليخت قبل أن يُحتسب هدفه في مرمى ريال مدريد بعد مراجعة الفيديو، إلا أن مارشينياك كان قد أوقف اللعب مبكراً، الأمر الذي أثار احتجاج بايرن ميونخ رسمياً دون أن يُجدِ.
مخاوف برشلونة وتوقعات خبراء التحكيم

أثار ترشيح مارشينياك حالة من القلق في أوساط برشلونة الإعلامية والجماهيرية، خصوصاً بعد الاتهامات المتكررة له بالانحياز إلى الريال. ورغم الثقة الرسمية الكبيرة التي يوليها إليه الاتحاد الأوروبي، يتخوّف كثير من المحللين من أن يكون لتصرفات الحكم البولندي تأثير على مجريات اللقاء المصيري في سان سيرو. ومن بين المخاوف التي يطرحها خبراء التحكيم:
1. توقيت القرارات:
الخوف من إصدار طردٍ أو احتساب ركلات جزاء مؤثرة في مراحل متأخرة من المباراة.
2. أسلوب الإدارة:
المخاوف من تشديد البطاقة الصفراء أو الحمراء على لاعبي برشلونة في حال حدوث خلافات وتوترات.
3. تطبيق تقنية الفيديو (VAR):
الانقسام بشأن سرعة استدعاء الحكم للفيديو وطول فترات الانتظار قد يفسد نسق اللقاء.
القمة القادمة وموقف إنتر
يرى أنصار إنتر أن اختيار محكم من طراز مارشينياك يُضيف مصداقية لقمة سان سيرو، لا سيما بعد الأداء المميز للفريق الإيطالي في الذهاب. ويطمح «النيراتزوري» إلى الحفاظ على تقدمه النفسي والقتالي على أرضه والوصول إلى النهائي القاري للمرة الأولى منذ 2010. بينما يسعى برشلونة لإثبات جدارته بإقصاء ثالث منافسٍ إيطالي هذا الموسم بعد نابولي وميلان.
موعد وتوقيت المواجهة الحاسمة

تُقام مباراة الإياب بين إنتر وبرشلونة يوم الثلاثاء المقبل في سان سيرو، عند تمام الساعة 21:00 بالتوقيت المحلي لإيطاليا (20:00 بتوقيت وسط أوروبا). وستنقلها أشهر القنوات الرياضية المفتوحة والمشفرة، بينما سيكون التعليق العربي حاضراً عبر شبكة قنوات Camel.live. وتعد هذه القمة اختباراً حقيقياً أمام جهاز إدارة الحكام في اليويفا، لا سيما أن الاسم المطروح يثير القلق في أوساط كتالونيا ويعدّ القلب النابض لهذا الصراع النفسي قبل انطلاق صافرة البداية.
يبقى السؤال الأهم:
هل سيؤكد سيمون مارشينياك مكانته كأحد أفضل حكام القارة أم سيترك بصمة تحكيمية تُسيء إلى مجريات التأهل النهائي؟ الوقت فقط كفيل بالكشف عن الحقيقة في ليلة لا تقبل إلا الأبطال.