في خطوةٍ تحمل طابعًا استراتيجيًا، قرر عماد النحاس المدير الفني المؤقت للأهلي إراحة محمد الشناوي، حارس المنتخب الوطني وقائد الأهلي، عن مواجهة حرس الحدود في الجولة الرابعة من المرحلة النهائية للدوري المصري يوم الأحد المقبل. ويشمل قرار الجهاز الفني منح الفرصة كاملةً للبديل الشاب مصطفى شوبير، في إطار سياسة تدوير اللاعبين والاستفادة القصوى من كافة عناصر الفريق.
إدارة الجهد قبل فترةٍ مكثفة
مع انطلاق مرحلة الحسم في الدوري المصري، يعيش الأهلي ضغط مبارياتٍ كبير بين المسابقات المحلية والقارية. وشهدت الأسابيع الماضية مشاركة الشناوي في جميع المباريات تقريبًا، والتي بلغ عددها 27 مباراة في الموسم الحالي (20 في الدوري، و4 في كأس مصر، إضافة إلى 3 في دوري أبطال إفريقيا)، ما يجعل من توقيت إراحته أمرًا ضروريًا لحمايته من الإجهاد والإصابات.
حسب تقرير "كورة بلس"، فإن عماد النحاس سيعتمد على برنامج تأهيلي خاص لمصطفى شوبير، يتضمن تدريبات فنية عالية الشدة تحت إشراف مدرب الحراس، لضمان جاهزيته لقيادة خط المرمى أمام حرس الحدود. ويأتي هذا القرار في إطار ثقة الجهاز الفني في قدرات شوبير (22 سنة)، ابن الحارس الأسطوري أحمد شوبير، والذي يُظهر تطورًا مستمرًا منذ انتقاله من المقاولون العرب إلى الأهلي في صيف 2023.
شوبير يُسجّل نقاطًا في سباق الثقة
ظهر مصطفى شوبير في عددٍ من المباريات الاحتياطية هذا الموسم، بينها اللقاءين الوديين ضد وينغيت ونادي مصر قبل بداية الموسم، بالإضافة إلى مشاركته القصيرة في لقاءات كأس مصر أمام فرق الدرجة الثانية. وقد حصد إعجاب الجهاز الفني لسرعته في التصدي للتسديدات القوية وانضباطه التكتيكي في خروجه للكرات العالية.
تجهيز شوبير ليس مجرد خطوة لحماية الشناوي، بل جزءٌ من خطة طويلة المدى لرسم مستقبل غرفة الحراس في الأهلي بعد اعتزال أباطرة الكفيفة الحمراء. إذ يسعى النادي إلى تكوين بدائل قوية في هذا المركز الحيوي، ليجد الأدوات المناسبة للحفاظ على إحكام الرقابة على مرمى الفريق عبر مواسمٍ عدة.
تحدي حرس الحدود محطة اختبار

ينتظر الأهلي اختبارٌ لا يخلو من الصعوبة أمام حرس الحدود، الذي يُعدّ من الفرق القوية دفاعيًا ويعتمد على سرعة لاعبيه في الهجمات المرتدة. ورغم أن جدول الفريق البحري لا يزال بعيدًا عن دوائر المنافسة على اللقب، فإن مباراته ضد بطل الدوري السابق لا تقل أهميةً من الناحية التكتيكية والمعنوية. وسيكون دور شوبير محوريًا في تنظيم دفاع الأهلي من الخلف وبث الثقة في صفوف زملائه، خاصةً في ظل غياب الرقم القياسي للشناوي في صد ركلات الجزاء والتسديدات القريبة.
ويُذكر أن الأهلي تصدر الدوري قبل انطلاق هذه الجولة بـ70 نقطة من 28 مباراة، بفارق 6 نقاط عن بيراميدز و9 عن الزمالك؛ ما يجعل أي تعثر أمام حرس الحدود مؤثرًا على فارق النقاط ويضيف مزيدًا من الضغط قبل مبارياتٍ مصيريةٍ أخرى.
انعكاسات القرار على خريطة التعافي
إراحة الشناوي ليست الخطوة الوحيدة لإدارة الجهد، بل انضمت إليها أيضًا تبديلات متوقعة في خط الوسط والدفاع. إذ يُرجح أن يمنح النحاس لاعبين مثل إسلام محارب ومحمود وحيد الفرصة للظهور أساسًا، بما يضمن تجدد النشاط في المراكز الحيوية. ويأتي ذلك تماشيًا مع رغبة الأهلي في الدخول بمعنويات مرتفعة إلى مباراته التالية في دوري أبطال إفريقيا أمام فيتا كلوب برازافيل، حيث يقدم الفريق أداءً قويًا منذ مرحلة المجموعات.
رسالة فنية ونفسية

يوجه هذا القرار رسالةً واضحة للاعبين بأن الجهاز الفني يقدر جهودهم الكبيرة طوال الموسم، وأنه يسعى للحفاظ على جاهزية النجوم الأساسيين في اللحظات الحاسمة. كما يعكس ثقة إدارة النحاس في العناصر البديلة وقدرتها على تحمل المسؤولية والضغط داخل الملعب. من جانبه، أكد الحارس المخضرم على تفهمه لهذا التوجه، علماً بأنه سبق وشكر الإعلاميين والجماهير على دعمهم المستمر، وأشار إلى أهمية احتضان المواهب الشابة لاستمرار نجاح المنظومة الحمراء.
خارطة الطريق نحو النهاية
مع تبقي 6 جولاتٍ فقط على نهاية الموسم، يتعين على الأهلي استثمار المباريات المقبلة لتحقيق النقاط الـ18 المتاحة كاملةً. ويتيح قرار إراحة الشناوي تأمين الحراسة قبل موقعة استاد القاهرة أمام بيراميدز في ديربي القوى، ثم لقاء الزمالك المرتقب في الجولة السادسة والثلاثين. وفي الوقت ذاته، يُعدّ الحفاظ على حالة الزخم الجماهيري والميداني مطلبًا أساسيًا لاستكمال المسيرة بثبات، وصولاً إلى التتويج بالدرع رقم 44 في تاريخ النادي.
في الختام، يبدو أن خطوة منح الفرصة لمصطفى شوبير أمام حرس الحدود تُعدّ بمثابة استثمار طويل الأمد في مركز حراسة المرمى، دون المساس بخطط استرجاع نشاط الشناوي قبل المباريات الحاسمة محليًا وقاريًا. وستكون الأنظار مشدودة نحو الأداء الفردي والجماعي في مواجهة الأحد لتقييم أثر التبديلات الفنية على قدرات الأهلي في المرحلة الحرجة من الموسم.