عقب الهزيمة بهدف دون مقابل أمام أتالانتا في الجولة 33 من الدوري الإيطالي على ملعب سان سيرو، عبّر المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو عن غضبه الشديد من التقارير المتداولة حول إمكانية إقالته من تدريب نادي ميلان، مبدياً استياءه من قلة الاحترام التي يواجهها رغم سجله الحافل وخبرته الطويلة في عالم كرة القدم.
تكرار الانتكاسات وضغوط نتائج الدوري
سجل ميلان خسارته العاشرة هذا الموسم في الكالتشيو، ليظل في المركز التاسع برصيد 51 نقطة، في موسم بعيد عن طموحات الجماهير التي تعوّدت على المنافسة على الألقاب. الهدف الوحيد الذي سجّله إيدرسون في الدقيقة 62 وضع الفريق في موقف حرج قبل مواجهة نصف نهائي كأس إيطاليا ضد إنتر ميلان يوم الأربعاء المقبل، وسيعمل كونسيساو على تصحيح المسار سريعاً لتلافي تكرار النتائج السلبية.
الإعلام وتردّد شائعات الإقالة
أشار كونسيساو، في تصريحات نقلها موقع “فوتبول إيطاليا”، إلى أن الحديث المستمر عن مدربين محتملين لخلافته منذ بداية ولايته وحتى بعد تتويج ميلان بلقب السوبر الإيطالي يضرّ بلاعبي الفريق ويُفقدهمُ التركيز. وقال: “منذ وصولي وحتى أول مباراة لي في الدوري، كان هناك دائماً حديث عن تغييري. أنا موجود في عالم كرة القدم منذ 40 عاماً، وزملائي في الأجهزة الفنية يتابعون هذه الشائعات باستمرار”. وأضاف: “الحديث عن مستقبلي كل يوم لا يساعد في منح الاستقرار المطلوب للفريق”.
استعادة الثقة والتركيز على الكأس

يعتبر وصول ميلان إلى نصف نهائي كأس إيطاليا فرصة لإعادة الثقة إلى نفوس اللاعبين، ويأمل كونسيساو في قيادة “الروسونيري” إلى النهائي ثم حصد اللقب. وأوضح: “إذا فكرنا فيما سيحدث بعد شهر، سنواجه صعوبة بالغة في التركيز على المباريات المقبلة. مستقبلي يبدأ من غدٍ فقط، وعلينا التحضير لمواجهة إنتر بأفضل طريقة ممكنة”. ويملك ميلان تاريخاً حافلاً في الكأس، إذ سبق له الفوز بها 7 مرات، ما يرفع سقف الطموح أمام الجماهير.
خلفية عن مسيرة كونسيساو مع ميلان
تولى كونسيساو تدريب ميلان في صيف 2024 بعد مسيرة ناجحة مع عدة أندية بينها بورتو وبنزرت سبور، ونجح في تحقيق لقب السوبر الإيطالي على حساب يوفنتوس في ديسمبر الماضي. ورغم البداية المبهرة، عانى الفريق من تذبذب النتائج في الدوري، حيث حصد 51 نقطة من 33 مباراة، بفارق مريح عن منطقة الهبوط لكنه بعيد عن المراكز الأوروبية. يعتمد المدرب البرتغالي على طريقة لعب هجومية متوازنة، مع عامل الخبرة الدفاعية الذي يقدمه في خط الوسط.
موقف غرفة تبديل الملابس وردود فعل اللاعبين
علمت مصادر مقربة من الفريق أن اللاعبين يشعرون بالإحباط من تداول أخبار إقالة المدرب قبل أسابيع حاسمة في الموسم. ويعتبر عدد من النجوم أمثال أوليفيه جيرو وأنتي ريبيتش أن الثقة بالكادر الفني يجب أن تبقى كاملة حتى لو جاءت بعض النتائج عكسية. ويأمل كونسيساو، من جهته، في استعادة الروح التنافسية سريعاً عبر حسم التأهل إلى نهائي الكأس، قبل العودة بقوة إلى معترك الدوري.
التحدي المقبل أمام إنتر ميلان

تأتي مواجهة إنتر ميلان في ذهاب نصف النهائي على ملعب سان سيرو، وهي المباراة الأهم قبل أيام حاسمة في جدول الكالتشيو. يتوقع أن يعتمد كونسيساو على تشكيلة قوية تتضمن الثنائي هيغيلوش وفابيان رويز في وسط الملعب، إضافة إلى الدفع بخشونة دفاعية عبر كاليولو لامتصاص مفاتيح لعب الفريق الخصم بقيادة لوكاكو. كما سيحاول الفريق اعتماد هجمات مرتدة سريعة باستغلال سرعة ثيو هيرنانديز على الأجنحة.
الخلاصة وآفاق المرحلة القادمة
يبدو أن كونسيساو، برفضه التراجع أمام ضغوط الإعلام وشائعات الإقالة، يسعى لترسيخ قاعدة أساسية لأي فريق ناجح: الاستقرار الفني والثقة المتبادلة بين اللاعبين والإدارة. ولا تقتصر أهمية مواجهة إنتر على الكأس وحدها، بل تمتد لتعزيز الثقة قبل نهاية الدوري والعمل على إغلاق ملف الاحتفاظ بالمراكز الأوروبية الموسم المقبل. وفي حال نجح المدرب البرتغالي في بلوغ النهائي ثم التتويج، فستكون تلك دفعة معنوية ضخمة قد تفتح صفحة جديدة في مسيرة “الروسونيري” نحو العودة إلى سكة الألقاب.