في مواجهة جمع فيها شغف الجماهير وحماس المنتخب المغربي، أظهر النجم براهيم دياز قدرات مميزة جعلت من أدائه درساً في فن الانضباط والتصرف السليم في الملعب، خاصةً في مباراة شهدت انتصار المغرب على منتخب تنزانيا بهدفين دون رد. جاء هذا الأداء ليثبت أن اللاعب قد بلغ مرحلة من النضوج الفني تكسبه الثقة على أرض الملعب، حيث ساهم بشكل فعال في الحفاظ على استقرار الفريق.
أداء متوازن في تصفيات المونديال
منذ انطلاق اللقاء، بدا واضحاً أن دياز استعد لمواجهة تنزانيا بروح قتالية عالية وبتفكير استراتيجي يحافظ على توازن الفريق. ففي الدقيقة 51، استطاع نايف أكرد افتتاح التسجيل للمنتخب المغربي، مما شكل نقطة تحول في سير المباراة، وأعطى دفعة معنوية كبيرة للاعبين، ومن ثم جاء دياز ليضيف الهدف الثاني من ركلة جزاء في الدقيقة 58.
فلسفة "السهل الممتنع"
تجلى تأثير فلسفة "السهل الممتنع" في أداء دياز في كيفية تحمله لمسؤولياته داخل الملعب دون الدخول في مغامرات قد تعرضه للإصابات. اعتمد دياز على التحكم في الوتيرة والموازنة بين محاولات المراوغة والتدخلات الدفاعية الدقيقة، مما ساهم في بناء هجمة مرتبة واستبقاء التوازن الدفاعي للفريق.
مواجهة الضغط الدفاعي
يبرز الأداء الفني لدياز من خلال إتقان الحركات الفردية ومهاراته في التعامل مع الكرة. فقد تجلى ذلك في المواقف التي تعرض فيها لرقابة مشددة من قبل مدرب منتخب تنزانيا، حيث حاول المدرب حميد سليمان موروكو فرض ضغوط دفاعية تكاد تغمر اللاعب في كل لقطات المباراة.
إحصائيات متميزة
أما على الصعيد الإحصائي، فقد حصل دياز على تقييم 7.5 من 10 حسب موقع "سوفا سكور" الشهير. وقد قام دياز بسداد كرة واحدة على المرمى في تلك المباراة، وأظهر قدرته على المراوغة حيث قام بمحاولة مراوغة 6 مرات نجح منها مرتين، فيما بلغت دقة تمريراته نسبة 88% مع تسجيل 59 تمريرة صحيحة من أصل 67 محاولة.
مفاجأة القدم اليمنى

من أبرز المواقف التي أثارت إعجاب الجماهير كانت الطريقة التي تعامل بها دياز مع ركلة الجزاء في تلك المباراة. حينما حصل المغرب على ركلة جزاء في الدقيقة 58، توقع البعض أن يستخدم اللاعب قدمه اليسرى التي يشتهر بها، إلا أن المفاجأة جاءت حينما اختار اللاعب تنفيذ التسديدة بقدمه اليمنى.
تأثير الاختيار المغربي
يُذكر أن قرار اختيار دياز لتمثيل المنتخب المغربي على حساب إمكانياته مع المنتخب الإسباني جاء بنتائج إيجابية واضحة. إذ ساهم هذا الانتقاء في رفع رصيده الإحصائي إلى 8 أهداف في 10 مباريات مع المنتخب تحت قيادة وليد الركراكي.
المرونة التكتيكية
ما يميز أداء دياز في مواجهة تنزانيا ليس فقط الأرقام أو النتائج، بل الطريقة التي استطاع بها أن يوازن بين الحذر والحماس في نفس الوقت. إذ لم يسعَ اللاعب إلى الدخول في تصادمات جسدية أو التحامات دفاعية زائدة، بل اختار التركيز على تسديداته المدروسة والمراوغات الذكية.
درس في الاحترافية

إن التجربة الكروية التي عاشها دياز في مواجهة تنزانيا تُبرز صورة اللاعب الذي يتطور مع كل مباراة، ويستفيد من كل تجربة ليصبح أكثر قدرة على التحكم في مجريات اللعب. لقد أظهر من خلال هذه المباراة أنه لا يحتاج إلى التهور أو المغامرة في المواقف الحرجة.
مستقبل واعد
ومع اقتراب عودة دياز إلى ريال مدريد بعد انتهاء فترة التوقف الدولي، يبقى السؤال المطروح بين المشجعين والإعلام: إلى أي مدى سيسهم هذا الأداء المتميز في تعزيز مكانته داخل صفوف المنتخب وفي النادي؟
خاتمة: نموذج يحتذى به
في نهاية المطاف، يظل أداء براهيم دياز أمام تنزانيا درساً عملياً في كيفية تطبيق أسلوب "السهل الممتنع" في الملعب؛ أي القيام بالأشياء الصحيحة بقدر الإمكان، دون الوقوع في فخ المخاطرات غير المحسوبة. هذا المبدأ الذي يكرسه اللاعب في كل مباراة يمنحه الثقة والقدرة على مواجهة أي تحدٍ قد يواجهه في المستقبل.