برنامج تأهيلي مُكثف واستجابة إيجابية
ينفذ بالدي حاليًا برنامجًا تأهيليًا مخصصًا تحت إشراف الطاقم الطبي بالنادي، يشمل جلسات علاج طبيعي وتقوية العضلات المتضررة، بالإضافة إلى تدريبات لياقية منفردة على الملعب. ونقلت صحيفة "سبورت" عن مصادر مقربة من الجهاز الفني أن اللاعب أظهر تطورًا لافتًا في سرعة استعادة القوة العضلية، ما يدل على التزامه التام بالخطة الموضوعة له منذ اليوم الأول لبدء مرحلة التعافي.
في تصريحات نقلها "ماركا"، أكد مدرب برشلونة هانز فليك ثقته بقدرة بالدي على اللحاق بالجولة الإيابية لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان، مشيرًا إلى أن "الفريق سيحتاج إلى إمكاناته الهجومية والدفاعية معًا، وبالدي يمثل إضافة حقيقية في اللعب بالضغط العالي وتدرج الهجمات". وأضاف: "قد يدفع به في الدقائق الأخيرة من مواجهة بلد الوليد يوم السبت، ليتحسس درجة جاهزيته تمامًا قبل التوجه إلى ميلانو".
أهميّة الظهير الأيسر في مخطّط فليك
برهن بالدي طوال الموسم الجاري على أهميته داخل خطوط اللعب الثلاثية التي يعتمدها فليك. فقد شارك في 43 مباراة رسمية، سجل خلالها هدفًا أبرزها هدفه الرائع ضد ريال مدريد في نهائي كأس السوبر، وصنع 10 تمريرات حاسمة لزملائه في مختلف المسابقات. وتميز الظهير الإسباني بسرعته الفائقة وقدرته على اقتحام الجبهة اليسرى، فضلاً عن انسجامه التكتيكي مع لاعبي الارتكاز والأطراف في إيقاع الهجمة.
اقتصاديةً، يمثل بالدي العنصر الشاب القادر على ملء فراغ الظهير الأيسر دون حاجة لتكلفة إعادة التعاقد مع لاعب خارجي، وهو ما يتماشى مع سياسة النادي في تنمية المواهب المحلية. كما أن استعادة خدماته قبل مواجهة إنتر ستخفف الضغط على جوردي ألبا في الجهة اليسرى، ما يتيح لفليك تنويع خياراته التكتيكية حسب متطلبات المباراة.
مواجهة مصيرية في سان سيرو تنتظر الاستعداد التام

تأتي أهمية عودة بالدي مضاعفة نظرًا لحساسية قمة إياب نصف النهائي في ملعب سان سيرو. ففي مباراة الذهاب على الكامب نو، قدم برشلونة أداءً هجوميًا مميزًا، لكنه تعثر بنتيجة 3-3 أمام إنتر الذي ضغط بقوة في الشوط الثاني. ومع إلغاء قاعدة احتساب الأهداف خارج الأرض، بات لزامًا على البارسا تحقيق نتيجة إيجابية خارج الديار للتأهل إلى النهائي القاري، وأمام قلب دفاع إنتر القوي وخط وسطه المانع للاختراقات، فإن الإضافة التي يقدمها بالدي بهجماته المرتدة وتمريراته المتقنة قد تصنع الفارق.
وفي هذا الإطار، يركز الفريق التقني على ضمان قدرة أليخاندرو البدنية على الصمود خلال الضغط العالي الذي ينتهجه فليك، إذ يسعى برشلونة لاسترجاع الكرة سريعًا وبناء هجمات منظمة عبر أجنحة الفريق. وبهذا الصدد، يمثل تواجد بالدي في الجناح الأيسر دعامة أساسية لتوازن الخط الخلفي واستغلال المساحات خلف محمد شنايدرلين أو دانيلو بيراردي، كبديل محتمل في خطة المباريات القادمة.
دعم زملاء الجمهور وضرورة الحذر من استعجال القرار
يحرص زملاء بالدي في غرفة خلع الملابس على دعم زميلهم المصاب من خلال رسائل تشجيعية وزيارات متكررة أثناء تدريباته الفردية، لتأكيد ثقته بأنه سيكون جاهزًا تمامًا قبل مواجهة الإنتر. كما يتفاعل الملايين من جماهير برشلونة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع تحديثاته على حسابه الرسمي في إنستجرام، حيث نشر صورًا وڤيديوهات تظهره أثناء أداء تمارين الجري الخفيف وتمارين التوازن على كرة الاستقرار.
إلا أن أجهزة النادي حذرت من استعجال العودة للملاعب قبل التأكد الكامل من شفائه، لتجنب مخاطر الانتكاس التي قد تطيل فترة غيابه. وتُشير التجارب السابقة لبعض اللاعبين إلى ضرورة منح العضلات المصابة الوقت الكافي للتعافي التام، خاصة عند الضغط الشديد خلال مباريات الحسم.
مستقبل واعد للموسم وللخطة الفنية

بخلاف أهمية مباراة إنتر ميلان، يطمح برشلونة إلى إنهاء الموسم الحالي بحصد لقبي الدوري الإسباني وكأس الملك، وبعد ذلك تتبلور الرؤية بشأن موسم 2025–2026، الذي قد يشهد تعزيزات فنية تناسب المشروع الجديد لبناء جيل من اللاعبين الشباب، على غرار بالدي ولاعبين آخرين من لاماسيا. وسيكون تقييم جاهزية الظهير المخضرم عاملاً حاسمًا في رسم ملامح الخطة الصيفية، وقرار إضافة مدافع ثانٍ أو البحث عن جناح هجومي لتعويض أي غياب مستقبلي.
في ملخص التطورات الأخيرة
في ملخص التطورات الأخيرة، يبدو أن أليخاندرو بالدي يخطو بثقة نحو العودة القوية بعد إصابته التي لحقت به في أبريل، وسط تحضيرات دقيقة من الطاقم الطبي والبدني، ودعم الجهاز الفني بقيادة هانز فليك، وتفاؤل الجماهير المتعطشة لرؤية أحد أبرز مواهب لاماسيا يسهم مجددًا في كتابة صفحات أمجاد برشلونة القارية. ومن الواضح أن التعافي التام والتوقيت الدقيق لدخوله قائمة السفر إلى سان سيرو قد يحددان مستقبل البارسا في مسابقة الأبطال هذا الموسم.