انطلاقة صاعقة للضيوف
لم يترك إنتر ميلانو فرصة لبرشلونة في بداية اللقاء، إذ استغل الفرنسي ماركوس تورام تسرّع دفاعات أصحاب الأرض ليسجل هدف السبق بعد مرور أقل من دقيقة واحدة على صافرة البداية. الهدف المبكر صبّ جام غضب البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب النيراتزوري، إذ منح لاعبيه ثقة مضاعفة، وهو ما تجلّى بعدها بعشر دقائق عندما توغل الهولندي دينزل دامفريس في عمق الجهة اليمنى، معلنًا الهدف الثاني بتسديدة قوية عجز شتيجن عن التصدي لها.
رد برشلونة عبر الجيل الذهبي
ورغم صدمة الهدفين المبكرين، أظهر برشلونة شخصيته القوية. وبدلًا من التراجع، بادر الهولندي شابي إرنستو إلى تعديل خطة اللعب بإشراك جافي وبوينديا في منتصف الملعب لتعزيز الاستحواذ وبناء اللعب بشكل أسرع. النتيجة كانت سريعة، حيث نجح الوافد الجديد لامين يامال في تقليص الفارق بهدف رائع من خارج المنطقة، تلاعب فيه بدفاع إنتر قبل أن يضع الكرة على يمين هاندانوفيتش. وقبل نهاية الشوط الأول، وتحديدًا في الدقيقة 42، أصاب فيران توريس دفاعات الضيوف بارتباك جديد من ركلة ركنية، لينقض على الكرة الأولى ويعادل النتيجة، ممهّدًا لشوطٍ ثانٍ أكثر إثارة.
جولة من الأهداف في الشوط الثاني
مع انطلاق الشوط الثاني، بدا إنتر ميلانو أكثر تصميمًا على استعادة تقدمه، وهو ما تحقق عبر دامفريس مجددًا في الدقيقة 56، إثر هجمة مرتدة سريعة اختتمها بلمسة سحرية داخل المنطقة. هدفٌ أعاد الحماس للجماهير الزرقاء والأسود وأعاد سيناريو شوط الإياب إلى النقطة صفر. غير أن الخبرة والتخطيط البرشلوني ساهما في تأكيد الرد هذه المرة، بعدما أسند تشافي مهمة التسيير إلى بيدري وفيرناندو شوريه في منتصف الملعب، لتنطلق كرة تصل إلى البرازيلي رافينيا الذي لم يتوان عن إسكانها شباك إنتر في الدقيقة 68.
كيف تعكس النتيجة مستقبل المواجهة؟

هذا التعادل الكبير على أرض برشلونة يضع الفريقين في مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات قبل لقاء الإياب في جوزيبي مياتزا. إنتر ميلانو حقق نتيجة إيجابية خارج أرضه بثلاثية، لكنه سمح بثلاثة أهداف أيضًا، مما قد يربك حسابات مورينيو أمام الضغط الجماهيري في سان سيرو. بالمقابل، بثّ برشلونة روحًا جديدة قبل مواجهة العودة، حيث أعاد شابي ثقته بفريقه بعد البداية الصعبة في الموسم الأوروبي.
أبرز أرقام المباراة
- خطف ماركوس تورام أسرع هدف في تاريخ مواجهات الفريقين بدقيقة واحدة.
- دينزل دامفريس أصبح أول لاعب يوقع ثنائية في مرمى برشلونة بنصف نهائي دوري الأبطال منذ عام 2003.
- لامين يامال، أصغر هداف في البطولة هذا الموسم، سجل هدفًا مهما قبل عامه السابع عشر.
- تمت السيطرة على الكرة بنسبة 62% لصالح برشلونة مقابل 38% لإنتر، مع تفوق واضح في تمريرات الأخيرة لصالح صاحب الأرض.
كلمة مورينيو وتشافي
صرّح جوزيه مورينيو عقب المباراة: "النتيجة عادلة بالنظر لأداء الفريقين، هدفنا الآن تحقيق الفوز على أرضنا والتأهل إلى النهائي."
في المقابل، قال تشافي: "أشكر الجماهير على الدعم العظيم. قدمنا رد فعل يُحسب لنا، واللقاء لم يُحسم بعد."
خريطة الطريق إلى النهائي

يبقى إنتر مطالبًا بالاعتماد على تقليص الأخطاء الدفاعية واستغلال الكرات الثابتة، في حين يجب على برشلونة مواصلة سيطرته الاستحواذية وتعزيز الفعالية الهجومية أمام مرمى هاندانوفيتش. المواجهة المقبلة في ميلانو ستحدد هوية المتأهل، لكن أحداث كامب نو جعلت الإثارة مستمرة حتى صافرة النهاية.
وبذلك، يلتقي الفريقان يوم الثلاثاء المقبل في إياب نصف النهائي، حيث يسعى كل منهما لتحقيق الأهم؛ برشلونة يطمح لإسكات الشارع الإيطالي على أرضه، وإنتر يبتغي رد الاعتبار وتأمين بطاقة العبور للمباراة النهائية. الدقيقة الأولى ستكون حاسمة، ولكن الأهم أن يضع كل مدرب أساليبه التكتيكية وخططه للمفاجأة هذه المرة.