تفاصيل الإصابة والعملية الجراحية
تُعد إصابات الغضروف الخارجي للركبة من أكثر الإصابات تحديًا للاعبي كرة القدم، لما لها من تأثير على استقرار المفصل وقدرة اللاعب على التحكم بالاتزان وتوجيه الكرة. وعادةً ما تتطلب تدخلًا جراحيًا لإزالة الأجزاء التالفة أو تثبيت الغضروف، قبل الخضوع لبرنامج إعادة تأهيل مكثف يشمل العلاج الطبيعي، وتقوية العضلات المحيطة بالركبة، إلى جانب تمارين الاستشفاء التدريجي.
في حالة روديغر، تأخر القرار بإجراء العملية حتى تم تقييم احتمالات عودته عن طريق العلاج المحافظ، لكن طاقم ريال مدريد والأخصائيين قرروا أن الجراحة كانت الخيار الأمثل لضمان استقرار الركبة على المدى البعيد. ويُتوقع أن يبدأ اللاعب تمارين تعافي أولية داخل عيادة النادي، ثم يتدرج في العودة إلى التدريبات الجماعية بعد 4–6 أسابيع، إذا سارت العملية وإجراءات التأهيل دون مضاعفات.
تأثير الغياب على ريال مدريد
يتواجد ريال مدريد حاليًا في المركز الثاني بجدول ترتيب الدوري الإسباني، بفارق أربع نقاط عن برشلونة المتصدر، مع بقاء خمس جولات قبل نهاية الموسم. وبالتالي، سيفقد الفريق واحدًا من أبرز لاعبيه في خط الدفاع في مرحلة حاسمة من المنافسة على اللقب.
إضافةً إلى ذلك، يواجه الميرينغي تحديات فيما تبقى من مباريات كأس العالم للأندية، حيث يعد روديغر عنصرًا أساسيًا في تشكيلة الإيطالي كارلو أنشيلوتي، سواء في البناء من الخلف أو في التعامل مع الكرات الثابتة. وقد يضطر المدرب إلى الاعتماد على ناتشو وفاران أو إشارة الفرصة لميليتاو، مع توقع دخول إيبانياز وفيكتور تشوستي لتعزيز الجبهة الدفاعية خلال غياب الألماني.
عقوبة الإيقاف وتداعياتها

لم يقتصر الوضع السيئ لروديغر على الإصابة فقط، فقد تزامن الإجراء الجراحي مع اقتراب صدور عقوبة إيقاف نتيجة رفضه الاحتكام للروح الرياضية في نهائي الكأس. ووفقًا للوائح الاتحاد الإسباني، فإن إلقاء أي جسم تجاه الحكم يُعد مخالفة خطيرة، قد تؤدي إلى إيقاف اللاعب لعدد مباريات يتراوح بين ثلاث وأربع، وهو ما سيزيد من مدة عدم تواجده مع الفريق.
وباستمرار غياب روديغر، يتوقع أن يتأخر عودته الرسمية حتى الأسابيع الأخيرة من الموسم، ما قد يؤثر على حظوظ ريال مدريد في الظفر بلقب الدوري وحضور دفاعي قوي في مباريات الكأس القارية والمحلية المتبقية.
أثر الغياب الدولي
على الصعيد الدولي، يمثل غياب روديغر ضربة قوية لمنتخب ألمانيا، الذي يستعد لخوض مواجهات حاسمة في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية ضد منتخب إيطاليا. إذ يعد روديغر أحد الأعمدة الأساسية في دفاع المانشافت، إلى جانب نيكو شولو وكاي هافرتس المنسحب دورهم أحيانًا إلى الدفاع، مما يضطر مدرب ألمانيا هانزي فليك للبحث عن بدائل أبرزها ماتس هوملز أو الشاب ماكسيميليان أرنولد، في انتظار عودة روديغر للملاعب.
جدول استعادة اللياقة

- الأسبوعان الأولان بعد الجراحة: تمارين تمرينات استشفاء سلبية وتعزيز الدورة الدموية حول مفصل الركبة.
- منذ الأسبوع الثالث إلى السادس: علاج طبيعي يومي، تمارين تقوية للأربطة والعضلات المحيطة بالركبة، تمارين توازنية.
- الأسبوع السابع إلى الثامن: البدء بالجري الخفيف والتسارع التدريجي، ثم تدريبات تمرير الكرة دون احتكاك.
- الأسبوعان التاسع والعاشر: تدريبات تكتيكية خفيفة مع المجموعة، ثم دخول المنافسة تدريجيًا حسب تقييم الطاقم الطبي.
نظرة مستقبلية
يبقى أنطونيو روديغر، بإنجازاته المتعددة على مستوى الأندية والمنتخب الألماني، محل ثقة كبيرة في ريال مدريد، ولذلك سيتولى الطاقم الطبي والإداري إعداد برنامج خاص للعودة الأمثل. ومع نهاية الموسم ومحتمَل عودة الضغط على الإدارة بشأن ملفات العقود والتجديدات، قد يظهر روديغر بصورة مختلفة خلال الموسم المقبل، بعد أن تكون الركبة قد استقرت تمامًا.
في الختام، يواجه النادي الملكي واللاعب الألماني تحديًا مزدوجًا: الأول إدارة المنافسة على الألقاب بدون حصن دفاعي مكتمل، والثاني استعادة كامل لياقة روديغر قبل انطلاق المواسم القادمة والأحداث الدولية الكبرى. مدى التزام اللاعب وبرنامج إعادة التأهيل وجودة المتابعة الطبية سيحددان سرعة ععودته، ويبقيان على أجندة جميع المتابعين حتى ظهوره الأول بعد الجراحة والإيقاف.