
ضربة موجعة للهلال مالكوم يقلب الطاولة ويقترب من الانضمام إلى القادسية بعد كأس العالم للأندية
في تطور غير متوقع قد يُربك حسابات إدارة الهلال وجهازه الفني الجديد بقيادة المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، بات مستقبل الجناح البرازيلي مالكوم أوليفيرا مع الزعيم في مهب الريح، وذلك بعدما كشفت مصادر إعلامية موثوقة عن اقترابه من الانتقال إلى نادٍ جديد داخل دوري روشن السعودي بعد نهاية مشاركته مع الهلال في بطولة كأس العالم للأندية 2025.
مالكوم الذي دخل الموسم الجاري بقوة وتم الاعتماد عليه بشكل أساسي في خطط الفريق خلال البطولة العالمية، خاض مواجهتين كبيرتين أمام ريال مدريد وسالزبورج، قدّم خلالهما مستويات مميزة، ليبقى أحد أبرز الأسماء التي عوّل عليها إنزاجي في المباريات الكبرى. ومع ذلك، فإن مستقبل اللاعب صاحب الـ28 عامًا لم يعد محسومًا، بعد أن أشار الإعلامي هاني البشر إلى وجود مفاوضات متقدمة مع أحد الأندية الصاعدة بقوة في دوري روشن.
تصريحات البشر عبر برنامج "سبورت سنتر" كانت كفيلة بإشعال الجدل مجددًا، إذ كشف عن أن نادي القادسية، الصاعد حديثًا إلى دوري المحترفين، يجهّز عرضًا قويًا لضم مالكوم في الصيف المقبل، مستفيدًا من رغبة اللاعب في خوض تجربة جديدة داخل السعودية بعيدًا عن الضغوط الجماهيرية الكبيرة التي تفرضها أندية المقدمة، وعلى رأسها الهلال.
وما يزيد من غموض الموقف هو التناقض الواضح بين ما صرّح به وكيل اللاعب قبل أسابيع قليلة، وما يتم تداوله اليوم في وسائل الإعلام. ففي مايو الماضي، وبعد ظهور أنباء عن نية الهلال التخلص من بعض لاعبيه الأجانب لتجديد دماء الفريق قبل المونديال، خرج فيرناندو جارسيا وكيل مالكوم بتصريحات حاسمة عبر صحيفة "الرياضية"، أكد فيها أن النجم البرازيلي باقٍ مع الهلال، ولا توجد أي مفاوضات بشأن رحيله، وأنه لا يزال مرتبطًا بعقد ممتد لموسمين إضافيين.

لكن يبدو أن تلك التصريحات كانت موجهة للتهدئة المؤقتة فقط، خاصة أن الفريق كان يستعد لدخول واحدة من أهم بطولاته هذا الموسم، حيث أراد اللاعب البقاء حتى نهاية مشوار الزعيم في كأس العالم للأندية، ثم دراسة العروض المتاحة لاحقًا. هذا ما ألمح إليه البشر بشكل غير مباشر، حين قال إن المسألة باتت أقرب إلى الحسم بعد البطولة، وإن الاتفاق مع القادسية بات شبه مكتمل، رغم عدم توقيع العقود الرسمية حتى الآن.
وإذا ما تمّت الصفقة المنتظرة، فستكون واحدة من أبرز المفاجآت في ميركاتو صيف 2025، ليس فقط لأن مالكوم يعتبر من أفضل الأسماء الأجنبية في الهلال، بل أيضًا لأن انتقاله إلى نادٍ غير منافس تقليدي مثل القادسية يُعد خطوة غير معتادة من لاعب بحجمه وتجربته الأوروبية السابقة مع برشلونة وزينيت سانت بطرسبرغ. وتأتي هذه الخطوة في ظل بحث القادسية عن بناء مشروع قوي يستطيع من خلاله تثبيت أقدامه في دوري المحترفين والمنافسة على المراكز المتقدمة مستقبلاً، وقد يشكل وجود لاعب بحجم مالكوم رسالة قوية لبقية الأندية بأن القادسية لا ينوي لعب دور الفريق الصاعد الذي يقاتل فقط للهروب من الهبوط.
ومن جهة أخرى، سيضطر الهلال للبحث عن بديل هجومي مناسب يستطيع تعويض مالكوم في حالة تأكيد رحيله، خاصة أن طريقة لعب إنزاجي تعتمد على السرعة والاختراق من الأطراف، وهو ما كان يجيده مالكوم بامتياز. ويتردد أن إدارة الزعيم وضعت أكثر من اسم على طاولة التفاوض تحسبًا لرحيل اللاعب، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن تحركات رسمية فور انتهاء البطولة.

المثير في الأمر أن جماهير الهلال بدأت تعبر عن قلقها الشديد من هذه الأنباء، إذ ترى أن التفريط في لاعب بحجم مالكوم قد يُفقد الفريق أحد أهم أسلحته الهجومية، لا سيما في ظل عدم وجود جناح يميني بنفس الكفاءة الفنية والتكتيكية داخل القائمة الحالية. وبدأت الدعوات تنتشر عبر مواقع التواصل تطالب الإدارة بالإبقاء عليه أو التعاقد مع اسم أجنبي من العيار الثقيل يكون قادرًا على صناعة الفارق في المباريات الكبرى.
يبقى السؤال المطروح الآن: هل كانت مشاركة مالكوم في كأس العالم للأندية هي الأخيرة له بقميص الهلال؟ وهل يستطيع القادسية إقناع النجم البرازيلي بالانتقال إلى مشروعه الطموح وسط المنافسة الشرسة من أندية أخرى مهتمة بخدماته؟ الإجابات قد تتضح خلال الأيام المقبلة، لكن المؤكد أن صيف 2025 سيكون ناريًا في سوق الانتقالات السعودية، والأنظار ستبقى مسلطة على مستقبل مالكوم حتى لحظة إعلان قراره النهائي.