برشلونة لم يعد وحيدًا.. لامين يامال يعيد سحر ميسي إلى الرقم 10
لا داعي للبحث بعد الآن.. يامال يرث إرث ميسي ببصمته الأشهر
في أمسية كروية استمرت 45 دقيقة فقط لكنها حبست الأنفاس، لم تكن العيون تترقب نتيجة المواجهة بقدر ما كانت مركزة على شاب لم يتجاوز الثامنة عشرة يرتدي قميصًا أثقل من الجبال، القميص رقم 10 الذي خلّده الأسطورة ليونيل ميسي.
في أول ظهور رسمي له بهذا الرقم، دخل لامين يامال مثقلًا بالشكوك والتساؤلات، وخرج وقد قدّم جميع الإجابات، مؤكدًا أن برشلونة عثر أخيرًا على من يستحق الجلوس على هذا العرش.
لقد كانت ليلة أعلن فيها يامال عن نفسه كنجم أول للفريق، وبطل لحكاية جديدة بدأت فصولها تُكتب الآن.
بداية مذهلة.. لمسة أولى في القميص التاريخي

لم يتأخر يامال في ترك بصمته، فمنذ اللحظة الأولى، ظهر أنه لا يتأثر بثقل الرقم أو ضغط المباراة.
كل واحدة من لمساته الـ75 للكرة كانت تنبض بالخطورة والجرأة، وقد تُرجمت سريعًا في أول أهداف اللقاء، عندما أرسل كرة عرضية متقنة على رأس رافينيا ليوقع على أول مساهمة تهديفية له بالرقم 10.
هذه اللقطة لم تكن محض صدفة، بل كانت واحدة من 3 تمريرات مفتاحية صنعها، أبرزها الفرصة الكبيرة التي أثمرت عن هدف محقق.
التغلب على الرقابة.. مهارة تكسر القيود
أدرك لاعبو مايوركا مصدر الخطر سريعًا، ففرضوا عليه رقابة لصيقة ومزدوجة في معظم أوقات اللقاء، لكن يامال برهن على قدرته الفائقة في التخلص من الضغط بفضل مهاراته الفردية الفريدة.
انتصر في 9 من أصل 16 التحامًا أرضيًا، والأهم أنه تفوق في 6 مراوغات ناجحة من أصل 9 محاولات، فارضًا هيمنته في المواجهات الفردية ومجبرًا المدافعين على ارتكاب الأخطاء ضده، ليؤكد أن تقييده مهمة شبه مستحيلة.
إصرار ينتهي بهدف نسخة طبق الأصل من ميسي
لم يكتفِ يامال بالصناعة، بل أظهر رغبة جامحة في التسجيل، وهو ما ظهر في تسديداته التسع على المرمى خلال المباراة.

وبعد محاولات عديدة، جاءت اللحظة المنتظرة في نهايتها، فكما اعتاد ميسي، انطلق يامال من الجهة اليمنى مخترقًا نحو العمق، قبل أن يطلق تسديدة يسارية مقوسة سكنت أقصى الزاوية اليمنى للحارس.
هدف لم يكن مجرد تسجيل، بل كان استنساخًا لواحدة من أشهر بصمات الأسطورة الأرجنتيني، وتتويجًا لأداء فردي استثنائي، إذ جاء الهدف من معدل متوقع (xG) لم يتجاوز 0.39، ما يبرز دقة وجودة إنهائه.
أدوار تكتيكية جديدة.. نضج أكبر من العمر
أظهر يامال في هذه المواجهة نضجًا تكتيكيًا لافتًا، حيث بات يتقمص أدوارًا تتجاوز مجرد كونه جناحًا على الخط.
أصبح يتوغل نحو منطقة الجزاء بشكل أكبر، وهو ما توضحه خريطته الحرارية، كما شوهد وهو يتولى تنفيذ الركلات الحرة المباشرة، في دلالة على ثقة زملائه وجهازه الفني في إمكانياته.
وربما ساعده دخول جول كوندي في الشوط الثاني على التحرر أكثر من الخط والتمركز داخل العمق، وهو ما أثمر عن هدفه المبهر في النهاية، مثبتًا أنه ليس مجرد لاعب مهاري، بل عقل كروي يعرف كيف يتطور داخل أرض الملعب.