
شهدت الدقائق الأخيرة من ديربي جدة بين الأهلي والاتحاد أحداثًا كروية مميزة وتصريحات ستظل عالقة في أذهان جماهير الدوري السعودي. ففي لقاء جمع بين الفريقين ضمن منافسات الجولة 26 من دوري روشن السعودي للمحترفين، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 2-2، برز نجم اتحاد جدة عبد الإله العمري الذي ساهم في صناعة هدف التعادل، واصبح حديث الشارع الرياضي بعد أن قام بما وصفه البعض بـ”طقطق” على إيبانيز أمام جمهور الأهلي.
عودة العمري وتألقه بعد فترة غياب
يعتبر عبد الإله العمري من اللاعبين الذين كانوا غائبين عن الملاعب لفترة بسبب الإصابة التي كان يعاني منها، ولكنه استطاع خلال فترة توقفه الدولية استعادة لياقته البدنية والنفسية، وأنهى برنامجه التأهيلي بنجاح. وبهذا عاد العمري إلى ميادين المنافسات في ديربي جدة كبديل، وساهم في تغيير مجريات اللقاء بصناعته لهدف التعادل الذي جاء في الوقت القاتل. هذا العائد الذي طال انتظاره كان بمثابة رسالة واضحة لجماهير الاتحاد بأن الفريق لا يزال يمتلك عناصر قادرة على تقديم مستويات مميزة حتى بعد غياب طويل.
لحظات مثيرة في الدقائق الأخيرة
كانت المباراة تسير لصالح الأهلي، الذي كان يبدو أنه على وشك تحقيق الفوز بهدفين مقابل هدف، ولكن الأمور اتخذت منحى مختلفًا عندما تمكن النجم الفرنسي كريم بنزيما – بمساعدة العمري – من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 90+4. هذا الهدف الذي جاء في الوقت القاتل حسم النقطة وسط أجواء مشحونة، وأعاد الأمل إلى فريق الاتحاد وجماهيره، حيث منحهم نتيجة تعكس روح القتال والإصرار.
الاحتفال الذي أثار الجدل: طقطق على إيبانيز

لكن ما لفت الأنظار بعد هدف التعادل ليس فقط طريقة تسجيله، بل ما تبعه من احتفال غير معتاد. فقد توجه العمري بعد صناعته للهدف إلى مدرج جمهور الأهلي، حيث قام بالاحتفال بطريقة مستوحاة من أسلوب المدافع البرازيلي روجير إيبانيز، وهو ما اعتُبر “طقطقًا” على المنافس. لم يمر هذا التصرف دون أن يلفت انتباه زملائه، الذين توافدوا عليه في الملعب مطالبين منه التراجع عن هذا النوع من الاحتفالات التي قد تثير الجدل بين جماهير الخصم. هذا الحدث أثار ردود فعل متباينة؛ فبينما اعتبر البعض التصرف جرأة واستعراضاً لمهارة روحية بعد العودة من الغياب، رأى آخرون أنه تجاوز الحدود الرياضية في لحظات حماسية لا بد منها الحفاظ على الروح الرياضية.
ردود الفعل وتأثيرها على الأجواء داخل الملعب
يُظهر هذا الحدث التباين في مشاعر اللاعبين والجماهير على حد سواء؛ ففي مباريات الديربي تتداخل العواطف مع التكتيك، مما يجعل كل تصرف يُحسب. ففي حين أن جمهور الاتحاد استقبل عودة العمري وأدائه المتألق بتصفيق حار، بدا أن جمهور الأهلي لم يرحب بنفس الدرجة بتلك الحركات التي تذكرهم بمنافساتهم التقليدية مع نادي الاتحاد. ولعل هذا التباين يعكس عمق التنافس بين الفريقين وتأثيره على التصرفات داخل الملعب، حيث يتسم ديربي جدة دائمًا بمواقف تحمل أبعاداً عاطفية تكشف عن مدى تعلق الجماهير بهوية أنديتها.
الموقف التكتيكي بعد التعادل وخطط المباريات القادمة
على صعيد آخر، يأتي تعادل اللقاء بنتيجة 2-2 لتضيف نقطة ثمينة إلى رصيد الاتحاد في جدول دوري روشن، بينما يبقى الأهلي مطالبًا بمواصلة الأداء المميز لتعزيز موقعه في الصدارة. إذ أن نتيجة اللقاء جاءت بعد سلسلة من المباريات التي شهدت تقلبات كثيرة في النتائج، مما يؤكد على أهمية الاستفادة من كل فرصة للتسجيل، خاصة في الدقائق الأخيرة التي تحمل في طياتها مفاجآت غير متوقعة.
من المتوقع أن يستعد نادي الاتحاد لمواجهة العروبة في الجولة الـ27، حيث يخطط الجهاز الفني لاستغلال الفترة القادمة لتثبيت نتائج الفريق وتحسين الأداء التكتيكي، خصوصاً في مواجهة خصوم آخرين يسعون لاستغلال أي خطأ قد يقع. وبعد لقاء العروبة، ينتظر الاتحاد مواجهة مرتقبة ضد الفتح يوم الخميس 17 أبريل، مما يجعل الفترة المقبلة من الموسم حاسمة في مشوار الفريق لتحقيق أهدافه.
دور الإعلام والجماهير في تحليل التصرف

أثارت تصرفات العمري آراء واسعة في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض. يرى بعض المحللين أن الاحتفال كان علامة على ثقة اللاعب في نفسه بعد العودة من الغياب، وأن مثل هذه اللحظات يمكن أن تعزز من الروح القتالية للفريق. بينما ينتقد آخرون ما وصفوه بأنه “تفخيم مفرط” للحظة لم يكن عليها، معتبرين أن التصرف قد يُفهم على أنه عدم احترام لجمهور الخصم، وهو ما لا يتماشى مع روح الرياضة النبيلة.
ختاماً: رسالة من العمري وروح الاتحاد
يبقى ما حدث في ديربي جدة درساً مهماً في كرة القدم، حيث يجتمع التألق الفني مع لحظات العاطفة الجياشة، لتُكتب قصة جديدة في سجلات المنافسة الرياضية السعودية. نجاح العمري في استعادة مكانته بعد الإصابة وصناعته لهدف التعادل في اللحظات الحاسمة يعكس روح الاتحاد وإصراره على تقديم الأفضل رغم كل الصعوبات. وفي الوقت ذاته، يبرز الحدث أهمية ضبط النفس والحفاظ على الروح الرياضية، خاصة في المباريات التي تجمع بين العدو التقليدي والمنافس التاريخي.
في النهاية، تظل كرة القدم لعبة تجمع بين اللحظات الرائعة والتحديات الكبيرة، حيث يلعب كل تصرف دوراً في رسم معالم المواجهات القادمة. وبينما يستعد الاتحاد لمواصلة مشواره في الدوري، يبقى جمهور الفريق متشوقاً لرؤية المزيد من الأداء المميز والتصرفات التي تحمل بين طياتها رسائل تتجاوز حدود الملعب، لتعيد تعريف معنى المنافسة والروح الرياضية في ديربي جدة وغيره من المباريات الحاسمة.
هذا المقال يسلط الضوء على تفاصيل الحدث الذي أثار الجدل، ويجمع بين المعلومات التكتيكية والمواقف الشخصية للعبة، مما يجعله مرجعًا هامًا لعشاق الدوري السعودي وكرة القدم على حد سواء.