
انفجار الصفقات العاصف في مدريد بقيادة تشابي ألونسو
استعدادات ضخمة يخوضها ريال مدريد بقيادة مدربه الجديد تشابي ألونسو من أجل موسم لا يقبل القسمة على اثنين إذ كشف الصحفي المدريدي المعروف ماتيو كورتيجانا عن تفاصيل تحضيرات النادي الملكي في سوق الانتقالات الصيفية القادمة مؤكداً أن الأهداف تتجاوز الصفقات المعلنة وتصل إلى بناء فريق قادر على المنافسة على جميع الألقاب وجعل موسم ٢٠٢٥–٢٠٢٦ بمثابة فصل جديد في سجل إنجازات الميرينغي
وسط أجواء متفائلة تعكسها تحركات الإدارة وانطلاق مرحلة التخطيط بعد رحيل كارلو أنشيلوتي إلى قيادة منتخب البرازيل تولى تشابي ألونسو المهمة الصعبة خلفاً للمدرب الإيطالي الذي تودع خزائن النادي الملكي خالية من الألقاب الكبرى في آخر مواسمه فقفزت أولويات ريال مدريد في سوق الصفقات إلى رأس قائمة أولويات المدرب الإسباني الشاب الذي يسعى إلى منح فريقه هوية هجومية مرنة تتناسب وخطط اللعب الحديثة ومواجهة تحديات دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني على حد سواء

في هذا السياق أورد كورتيجانا أن تشابي ألونسو طلب بدوره تدعيم أكثر من مركز واحد حيث لا يكتفي بثلاثي الصفقات الرسمية المعلن عنها حتى الآن إذ يسعى النادي لضمه بصورة نهائية إلى جناح دين هاوسن الذي يتمتع بقدرات بدنية عالية وسرعة لافتة في الانطلاق وجهة نظره مرتبطة بالتحولات السريعة على الجناحين كما يضع ثقته الكبيرة في تراكم خبرات ترينت ألكسندر أرنولد المخضرم في جبال الليفر وشبابه المتألق الذي يحمل رؤية تمريرية مميزة بجانب فرانكو ماتانتونو الواعد على الجهة اليمنى والذي سبق له أن أذهل الجماهير في أولى مبارياته الدولية مع الأرجنتين
يقف المدرب برشلونة السابق عند صلب خطته التكتيكية على ثلاثة محاور رئيسية يمكن إيجازها في تعزيز العمق الدفاعي عبر قلب دفاع رشيق قادر على التحرك بالكرة وبدون الكرة لقطع الهجمات المرتدة وفرض الضغط في مناطق الخصم الوسطى ثم إعادة بناء اللعب انطلاقاً من الخلف كما يحرص على انسيابية توزيع الأدوار بين الأظهرة المتقدمة والقلب الصريح للميدان بما يمنح الفريق قدرة هجومية طبيعية دون الحاجة إلى الاعتماد على نجوم بعينهم
تكمن أهمية المزيد من الصفقات بالنسبة للمدرب الإسباني في تنويع البدائل ورفع سقف المنافسة بين اللاعبين لتفادي حالة الركود التي شهدها الفريق بنهاية الموسم المنصرم لا سيما وأن كارلو أنشيلوتي اضطر مراراً إلى الدفع بنفس العناصر دون أن يجد خيارات كافية لتعويض الغيابات والإصابات وهو ما أدى إلى تراجع الأداء في المباريات الحساسية الكبرى

وفي تعليق له على الأخبار المتداولة حول الصفقات أكد كورتيجانا أن الإدارة الملكية لا تبخل بالدعم المادي والمعنوي لتشابي ألونسو حيث أعدت ميزانية استثنائية تسد المطالب المعلقة وتفتح الباب أمام مفاوضات متقدمة مع أكثر من وكيل لاعبين على الساحة الأوروبية واللاتينية ومن بينهم أسماء لامعة قد تعلن في الساعات أو الأيام القادمة موضحاً أن هناك اتصالات جادة مع بعض الأندية الأوروبية لضخ دماء جديدة في وسط الميدان مع التوجه أيضاً نحو صفقات هجومية تتمتع بالمهارة والسرعة لتكثيف بناء الهجمات من العمق والأطراف
هذا وتستعد جماهير ريال مدريد بحماس لمتابعة مشوار الفريق في كأس العالم للأندية حيث يلتقي الهلال السعودي في انطلاقة تحدي كأس العالم للأندية ضمن آمال الملكي في استعادة اللقب الذي حققه أعواماً عدة تحت قيادة مدربين مختلفين ويبدو أن الفوز على بطل آسيا ستكون له دلالات تتجاوز مجرد الانتصار باعتباره أول اختبار عملي يواجه فيه لاعبو تشابي ألونسو أسلوب ضغط منافس شرس وسيرسم صورة عن مدى جاهزية الفريق الجديد ومدى قدرة الأسماء الحديث على الاندماج في خطة اللعب
في ضوء ذلك يتوقع خبراء الكرة الإسبانية أن يدخل ريال مدريد مرحلة لا تعرف التوقف بدءاً بعملية الانتدابات ثم النجاحات على أرض الملعب وصولاً إلى معارك الليغا ثم رحلة الدفاع عن لقبه الأوروبي الذي عاد إليه أخيراً كمظلة أمنية للميرينغي بعد غياب قصير وإخفاقات آخر مواسمه فالمدرب الجديد مطالب بإضفاء الروح القتالية والهوية التنافسية القوية على الفريق ليتحول إلى جحافل لا ترحم خصومها تحت شعار “الفريق أولاً” وهي العبارة التي يرددها تشابي ألونسو في أولى تصريحاته الإعلامية ويريد إضفائها على مسيرة الأهلا البيضاء
ختاماً يبدو صيف ريال مدريد المقبل محرقاً لأساطير السوق وتواريخ الأرقام الكبيرة فمن المؤكد أن الصفقات القادمة لن تكون مجرد أسماء على قميص بل روابط استراتيجية تخدم مشروعاً طويل الأمد يضع الملكي في قلب المشهد الكروي العالمي لأعوام قادمة وسيكون بمثابة انطلاقة جديدة تجسد رؤية تشابي ألونسو الشخصية وفلسفته التكتيكية التي تعد بأن تكون الأداة الأبرز لكتابة فصل مثير في التاريخ الأبيض.