
سخرية نوير المدوية تهز أرض أوكلاند بعد مهرجان الأهداف
في واحدة من أكثر الأمسيات انتصاراً وإثارةً في تاريخ كأس العالم للأندية نجح بايرن ميونخ في تحطيم دفاعات أوكلاند سيتي بعشرة أهداف دون مقابل قبل أن يسخر من خصمه عبر حسابه الرسمي على منصة إكس مقدماً درساً في الثقة والقوة الهجومية التي تميز الأندية الأوروبية العريقة
في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة للبطولة المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية قدم بايرن عرضاً استعراضياً أمام بطل نيوزيلندا إذ افتتح نجوم النادي البافاري مهرجان الأهداف بتوقيع جمال موسيالا على الهدف الأول ثم توّج مايكل أوليسي بروعة تألقه بإضافة هدفين أظهرا حسه التهديفي المميز قبل أن يضيف كينغسلي كومان هدفين آخرين ويمنح توماس مولر شرف مشاركة زملائه في التسجيل بهدفين حصدهما بنفسه بينما تكللت ليلة السحر بصناعة ساشا بوي هدفٍ واحدٍ ليصل الحصاد إلى عشرة أهداف تاريخية مقابل شباك صامدة لم تعرف كيف تتصدى لاندفاع رجال المدرب فليكس ماغاث
لم يمضِ وقت طويل قبل أن يختار الحساب الرسمي للنادي الألماني على “إكس” صورةً تظهر فيها لحظة إصدار مانويل نوير لحكم المباراة بإشارةٍ هادئةٍ وكأنه يعلن للعالم أن لا هدف يُهدّد شباكه مهما علت القذائف مُرفقاً بها تعليقاً أثار ضحك آلاف المتابعين قائلاً إن هذا هو مانويل نوير لمن لم يرَهُ عبر التلفاز اليوم في تكريسٍ لهيبة قائد المرمى البافاري الذي لم يُمس شباكه طوال زحمة الأهداف
سجلت النتيجة المدوّية عشرة أهداف نظيفة رقماً قياسياً في تاريخ مشاركات الأندية الأوروبية في مونديال الأندية يضع بايرن في موقع الصدارة مبكراً برصيد ثلاث نقاط وفي انتظار موقعة بوكا جونيورز الأرجنتيني أمام بنفيكا البرتغالي التي قد تأكد اختراق العملاق البافاري لدور نصف النهائي مسبقاً في حال ظفر أي منهما بعددٍ من النقاط

تجدر الإشارة إلى أن مهرجان الأهداف لم يكن صُدفةً عابرةً بل نتاج خطة فنية واضحة يعتمدها ماغاث في الضغط العالي منذ استحواذ الكرة وحتى استعادتها عبر كثافة الأدوار الهجومية المتبادلة بين الثنائي الأوسط ومتقلب الجناحين الأمر الذي دفع دفاع أوكلاند للترنح أمام سرعة التمريرات وطول المساحات التي استغلها نجوم بايرن بكل براعة
وعلى الرغم من الفوارق الفنية بدا واضحاً أن خروج نوير دون أن تستقبل شباكه أي تسديدة صالحة لها ملمحٌ درامي يثبت أن كرة القدم لا تُقاس بالأهداف فقط بل بالسيطرة على مجريات اللعب والقدرة على إبعاد الخطر عن منطقة الجزاء وهو ما أكده قائد حراس أوروبا في أكثر من مناسبة سابقة
من جانبه اعتبر المدرب الدفاعية لم يُختبر أمام مثل هذه الهجمات القوية ودافع عن فريقه قائلاً إن أي فريق يواجه بايرن ميونخ في أفضل حالاته يكون بحاجةٍ إلى تحضيرٍ خاصٍ جداً وتكتيكٍ مضادٍ على أعلى مستوى وهذا ما حاولنا تقديمه لكن فجوة الخبرة ترجمتها الأخطاء المتتالية وهو ما استثمره المنافس بكل سهولة
تأتي هذه المواجهة قبل محطة مهمة سيخوضها بايرن ميونخ في دور المجموعات حين يلتقي بطل الأرجنتين ثم بطل البرتغال الأمر الذي يضع ماغاث أمام تحدٍ للحفاظ على الزخم الهجومي مع ضبط الناحية الدفاعية والتأكد من جاهزية اللاعبين البدلاء لخوض المباريات التالية دون أن يتأثر إيقاع الفريق
من ناحية التسويق والإعلام فقد حقق الحساب الرسمي نجاحاً واسعاً بتغريدةٍ واحدة تعكس روح الدعابة والثقة المطلقة بالنادي وبحارسه الأسطوري إذ تخطت التفاعلات معها مئات الآلاف من المشاهدات وأعيد نشرها آلاف المرات مما عزز من حضور بايرن في قلب المنافسة الرقمية وترويج البطولة بشكل عام
وعلى صعيد اللاعبين يتطلع أوليسي إلى الاستمرار في تقديم نفسه كنجم صاعد بقوة بعد أن أصبح ضمن قائمة المرشحين لجائزة لاعب المباراة بفضل ثنائيةٍ أشعلت المدرجات بينما يعول النادي على مشاركة مولر وكومان في تسجيل المزيد من الأهداف وتحطيم مزيد من الأرقام القياسية في هذه النسخة التي تشهد تجمعاً لأفضل أبطال القارات
ختاماً يواصل بايرن ميونخ رحلته في كأس العالم للأندية بمعنويات فائقة ودفعة معنوية كبرى بعد الدرس القاتل الذي قدّمه لأوكلاند سيتي ثمرةً لمزيجٍ من القيادة الفنية المحكمة والروح القتالية لدى اللاعبين إضافة إلى لمسةٍ ساخرةٍ للحظةٍ احتفاليةٍ خالدةٍ بصمتها نوير الذي أثبت أنه لن تسمح شباكه لأي هدف بالعبور مهما كانت المعركة أصيلةً ومثيرةً على غرار الليلة التي مرت في سحر الأهداف البافاري.